` `

هل يمكن أن تُضلل مكالمات الروبوت الناخبين في أميركا؟

محمود سمير حسنين محمود سمير حسنين
تكنولوجيا
27 يناير 2024
هل يمكن أن تُضلل مكالمات الروبوت الناخبين في أميركا؟
مخاوف من إمكانية تأثير المكالمات الاحتيالية على أصوات الناخبين في أميركا (Getty)

فوجئ بعض الناخبين في ولاية نيو هامبشير بالولايات المتحدة الأميركية، بتلقي مكالمات مسجلة بصوت الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، يقول فيها "أصواتكم مهمة للحزب الديمقراطي، لا تذهبوا للاقتراع يوم الثلاثاء المقبل (الانتخابات التمهيدية)، وفروا طاقاتكم للاقتراع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، نهاية عام 2024 (الانتخابات العامة)".

صورة متعلقة توضيحية
التسجيل الصوتي المنسوب لجو بايدن على شبكة سي إن إن

بعد تناقل الناخبين الديمقراطيين للمكالمات المسجلة، وصلت الرسالة لكاثي ساليفان التي ترأس لجنة عمل سياسي تابعة للحزب الديمقراطي في ولاية نيو هامبشير لهذا العام، والتي كانت تدير حملة لتشجيع الناخبين الديمقراطيين على إضافة اسم الرئيس الحالي جو بايدن للائحة المرشحين. ووجه لها بعض معارفها استفسارات حول سبب تلقيهم الرسالة من هاتفها الشخصي.

تعد هذه الرسائل ممارسة شائعة في المكالمات الآلية الاحتيالية التي تتلاعب بمعلومات معرف المتصل لعرض رقم هاتف مزيف، مما يحجب الهوية الحقيقية للمتصل.

وتعرف باسم روبوكول "Robocall"، وهي عبارة عن مكالمات روبوتية مجهزة سلفًا عن طريق برامج متطورة، تستهدف العديد من الجهات كشركات التأمين الصحي أو المؤسسات الخيرية وغيرها.

وفقاً لإحصائية المعهد القومي لحقوق المستهلك الأميركية لعام 2022، فإن أكثر من 33 مليون مكالمة آلية تصل للمواطنين الأميركيين يوميًا، أي أكثر من 50 مليار مكالمة آلية سنويًا.

صورة متعلقة توضيحية
إحصائية المعهد القومي لحقوق المستهلك الأميركية لعام 2022

كيف يهدد الذكاء الاصطناعي نزاهة العملية الانتخابية؟

بحسب وكالة أسوشيتد برس، ليس معروفًا من يقف وراء المكالمات، “على الرغم من أنها ظهرت كذبًا للمستلمين على أنها واردة من رقم الهاتف المحمول الشخصي لكاثي سوليفان، رئيسة الحزب الديمقراطي السابقة بالولاية والتي تساعد في إدارة شركة Granite for America، وهي لجنة سياسية كبرى تدعم حملة بايدن”.

من جانبها قالت سوليفان إنها "نبهت سلطات إنفاذ القانون وأصدرت شكوى إلى المدعي العام بعد أن أبلغ العديد من الناخبين في الولاية عن تلقي المكالمة ليلة الأحد".

وأكدت في بيان “هذه المكالمة مرتبطة برقم هاتفي الخلوي الشخصي دون إذني، إنه تدخل صريح في الانتخابات، ومن الواضح أنه محاولة لمضايقتي والناخبين الآخرين في نيو هامبشير”.

وقال مكتب المدعي العام في المدينة الاثنين الفائت، إنه يحقق في تقارير عن مكالمة آلية على ما يبدو استخدمت الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت الرئيس جو بايدن وتثبيط الناخبين في الولاية عن القدوم إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء".

وأشار المدعي العام جون فورميلا إلى أن الرسالة المسجلة، التي تم إرسالها إلى العديد من الناخبين يوم الأحد، تبدو محاولة غير قانونية لتعطيل وقمع التصويت، وحث الناخبين على "تجاهل محتويات هذه الرسالة بالكامل”.

من جانبه أوضح البيت الأبيض، أن لا علاقة للرئيس جو بايدن بالرسالة، وأن الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي سيواجهونها في أعقاب انتخابات نوفمبر المقبل. وقالت كارين جان بيير المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض، الاثنين 22 يناير الجاري، إن الرئيس بايدن "حذر سابقًا من التبعات الخطيرة لاستخدام الصور المزيفة والتزييف العميق والمعلومات المضللة، وأن تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيزيد من الأمر سوءًا". 

وقالت مديرة حملة بايدن، جولي تشافيز رودريغيز، في بيان إن الحملة “تناقش بنشاط الإجراءات الإضافية التي يجب اتخاذها على الفور”.

وأضافت أنّ "نشر المعلومات المضللة لقمع التصويت وتقويض الانتخابات الحرة والنزيهة عمدًا لن يستمر، وسيظل القتال ضد أي محاولة لتقويض ديمقراطيتنا أولوية قصوى لهذه الحملة”.

تحذيرات من تأثير سلبي للذكاء الاصطناعي في انتخابات 2024

من المنتظر أن يشارك أكثر من أربع مليار شخص في انتخابات كبرى لهذا العام، وستؤثر النتائج في كيفية إدارة العالم لعقود مقبلة. في الوقت ذاته، أصبح تطور السرديات المغلوطة ونظريات المؤامرة تهديدًا وتحديًّا عالميًا لها.

صورة متعلقة توضيحية
تقرير جامعتي ستانفورد وشيكاغو الأميركية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على انتخابات عام 2024

وتزداد التخوفات على المسارات الانتخابية المقبلة، مع تقليص دعم شركات وسائل التواصل الاجتماعي لبرامج الحماية، إذ أفاد تقرير نشرته مؤسسة الصحافة الحرة، بتراجع دور الشركات التكنولوجية الكبرى في دعم برامج ووسائل الحماية، مما يزود عمليات الاحتيال ويعطي الفرصة للمعلومات المضللة للانتشار على نطاق أوسع ويؤثر على نزاهة الانتخابات. 

صورة متعلقة توضيحية
تقرير مؤسسة الصحافة الحرة عن تقلص دور شركات التكنولوجيا الكبرى في دعم برامج الحماية

ووفق التقرير ذاته، قامت أكبر شركات التواصل الاجتماعي بإلغاء أولوية الإشراف على المحتوى وغير ذلك من وسائل حماية ثقة المستخدم وسلامته، بما في ذلك التراجع عن سياسات النظام الأساسي التي قللت من وجود الكراهية والمضايقة والأكاذيب على شبكاتها. كما قامت هذه الشركات أيضًا بتسريح الموظفين والفرق المهمة المكلفة بالحفاظ على سلامة النظام الأساسي. 

اقرأ/ي أيضًا 

هل يؤثر إنشاء الميم في نشر المعلومات المضللة عن الانتخابات الأميركية؟

تقرير: انتخابات 2024 في تحدٍ غير مسبوق لمواجهة المعلومات المضللة

الأكثر قراءة