` `

ما حقيقة المشاهد التي نشرها أدرعي على أنها لأدوات قتالية تابعة لحزب الله؟

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
8 أكتوبر 2024
ما حقيقة المشاهد التي نشرها أدرعي على أنها لأدوات قتالية تابعة لحزب الله؟
أشار مستخدمون إلى أن المشاهد التي نشرها أدرعي قد فبركها الجيش الإسرائيلي

في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، صورًا ومقطع فيديو زعم أنهم يوثقون عثور قوات لواء المظليين خلال مداهمتها مجمعات القتال التابعة لحزب الله اللبناني، على وسائل قتال من بينها مركبة مزودة بأسلحة تابعة لقوة رضوان في حزب الله.

وأضاف أدرعي بأن من بين وسائل القتال التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي، منصات إطلاق، وقذائف هاون، وألغام، وعبوات ناسفة، ومواد متفجرة، وصواريخ مضادة للدروع، وقنابل يدوية وغيرها. 

أسلحة لكتائب الرضوان أم أدلة مفبركة من قبل جيش الاحتلال؟

بالتدقيق في المواد المصوّرة التي نشرها أدرعي، يظهر أن صورة المَركبة التي ادعى أنها تعود إلى قوة الرضوان، مثبت عليها رشاش بصندوق ذخيرة يحمل عبارة “رصاصات عيار 7.62 ملم” باللغة العبرية، الأمر الذي يشير إلى أنّ المركبة إسرائيلية. 

مركبة تحمل رشاشًا نقشت عليه عبارات باللغة العبرية ادعت إسرائيل أنها لحزب الله
مركبة تحمل رشاشًا نقشت عليه عبارات باللغة العبرية ادعت إسرائيل أنها لحزب الله 

أثارت هذه الصورة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار مستخدمون إلى أن المشاهد التي نشرها أدرعي، فبركها الجيش الإسرائيلي، في محاولة لتزييف تقدّمه على كتائب حزب الله اللبناني جنوبي لبنان. 

مستخدمون على موقع إكس يشيرون إلى فبركة إسرائيل أدلة حول معاركها مع حزب الله
مستخدمون على موقع إكس يشيرون إلى فبركة إسرائيل أدلة حول معاركها مع حزب الله

 وما يزيد الشكوك حول صحة المشاهد التي نشرها أدرعي مؤخرًا على أنها من جنوبي لبنان، هو أن الجيش الإسرائيلي كان قد عمد سابقًا إلى تزوير أدلة خلال حربه الجارية على قطاع غزة.

الجيش الإسرائيلي يفبرك أدلة في مجمع الشفاء

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، ورافقه فريق من شبكة فوكس نيوز الأميركية لتوثيق العملية.

عرضت فوكس نيوز تقريرًا مصورًا، يُظهر تجول مراسلها تري ينغست، خلال تمشيط الجيش الإسرائيلي للموقع، ظهر فيه بندقيتين من طراز "كلاشينكوف" وأشرطة من الذخيرة وبعض أكياس البلاستيك وبعض الأغراض الأخرى، في غرفة فحص الرنين المغناطيسي داخل المستشفى.

ولكن عندما نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للمكان، ادعى المقدم جوناثان كونريكوس أنه عثر على "عدد لا يحصى من أسلحة حماس التي وجدها جنود من الجيش الإسرائيلي في غرفة فحص الرنين المغناطيسي في مستشفى الشفاء".

وبدا المكان الذي ظهر فيه كونريكوس مختلفًا عن المكان الذي أظهره تقرير فوكس نيوز، على الرغم من ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه في غرفة الرنين المغناطيسي نفسها، الأمر الذي أشار إلى أنه تم تغيير وضعية الأسلحة وأجريت تعديلات على بعض العناصر داخل الغرفة.

وفي حين أوضح مراسل فوكس نيوز حينها، أن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن وجود أنفاق تحت مبنى المجمع، استمر الأخير بترديد هذه المزاعم والحديث عن وجود سلسلة من الأنفاق تابعة لحركة حماس في سياق تبرير قصفه للمنشأة الطبية.

مسبار يكشف تزييف االاحتلال للأدلة في مجمع الشفاء لتبرير قصفه
مسبار يكشف تزييف االاحتلال للأدلة في مجمع الشفاء لتبرير قصفه

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مدنيين في غزة ويدعي أنهم مقاتلو حماس

في ديسمبر/كانون الأول عام 2023، نشرت حسابات إسرائيلية، مشاهد ادّعت أنها لـ"استسلام أكثر من 70 ناشطًا حمساويًّا مع أسلحتهم لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك في منطقة مستشفى كمال عدوان في غزة". 

بالتدقيق في المشاهد، برزت عدة مؤشرات تدل على أن المعتقلين مدنيين وليسوا من عناصر حماس، إذ ظهروا عراة وهم يحملون أسلحة، الأمر الذي يثير التساؤل حول المنطقية في إجبار الأشخاص على خلع ملابسهم وهم ما زالوا مسلحين، فمن يفترض في المقام الأول نزع سلاحهم قبل خلع ملابسهم.

 ظهور المدنيين وهم عراة ويحملون أسلحة
ظهور المدنيين وهم عراة ويحملون أسلحة

في مقطع فيديو آخر نشره حساب أفيخاي أدرعي مع بقية الصور، ظهر الشبان الأربعة الذين يمسكون بالأسلحة في الصورة، وهم يعيدون ترتيب الأسلحة والأدوات والملابس على الأرض، ويقفون أيضًا بجوار جنود الاحتلال دون أسلحة في يدهم  للاتفاق على الشكل الذي سيتم تصويرهم به وهم يمسكون الأسلحة وكأنهم يستسلمون.

الجيش يجبر المدنيين على ترتيب الأدوات على الأرض قبل تصوير بالسلاح
الجيش يجبر المدنيين على ترتيب الأدوات على الأرض قبل تصوير بالسلاح 
 الجيش يتفق مع المدنيين على تصوير المشاهد
الجيش الإسرائيلي يجبر المدنيين على تصوير المشاهد

وفي السياق نفسه، نشرت حسابات إسرائيلية مشاهد مصورة لمجموعة رجال عراة يحمل أحدهم السلاح، فيما يرفع بقيتهم بطاقاتهم التعريفية فوق رؤوسهم، لتأكيد هويتهم المدنية، ادعت أنها توثق القبض على مجموعة من مقاتلي حماس في محيط مستشفى كمال عدوان.

في أحد المشاهد، ظهر رجل يحمل بندقية في يده اليمنى، ويقول له الجندي الإسرائيلي "تحرك شوية شوية مع السلاح، ارفع إيدك بالسلاح، تحرك وضع السلاح هنا، وأمشي وأرفع ايدك". ثم ظهر جندي إسرائيلي في مقطع الفيديو وهو يُشير للرجل أن يتقدم إلى الأمام لوضع السلاح على الأرض.

بعد دقائق من انتشار المشاهد، تعرف بعض سكان غزة على مواقع التواصل الاجتماعي على الرجل الذي ظهر وهو يحمل البندقية، وأفادوا بأنه مواطن مدني اسمه منير قشطة المصري، وهو صاحب ورشة ألمنيوم من بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، والذي فر إلى مدرسة خليفة في بيت لاهيا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، حيث تم اختطافه مع آخرين هناك، وهو ما أكده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، آنذاك.

العدوان الإسرائيلي على لبنان

ويستمر العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان منذ 23 سبتمبر/أيلول الفائت، إذ بدأت إسرائيل أوسع هجوم صاروخي لها على المنطقة ضد حزب الله خلال العام الفائت، أتبعته باجتياح بري في مطلع أكتوبر الجاري، أسفر حتى يوم أمس عن مقتل ما يزيد عن ألفين شخص وإصابة أكثر من 9800 آخرين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.

من جهته، أعلن حزب الله يوم أمس السابع من أكتوبر، عن استهداف قاعدة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب، وجاء في البيان "نفذت المقاومة الإسلامية مساء يوم الاثنين عملية إطلاق صلية صاروخية على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب". كما أشار إلى أنه شن هجومًا صاروخيًا استهدف وحدة مخابرات عسكرية بالقرب من تل أبيب.

وقال  حزب الله إن ذلك يأتي ردًا على "استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء لبيك يا نصر الله"، في إشارة إلى أمينه العام حسن نصر الله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية يوم 27 سبتمبر/أيلول.

اقرأ/ي أيضًا

معطيات تُشكّك في رواية إسرائيل بوجود أنفاق لحماس أسفل مستشفى الرنتيسي

إسرائيل تعتقل مدنيين من مستشفى كمال عدوان وتدعي أنهم من المقاومة

الأكثر قراءة