أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الثلاثاء، الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن تنفيذه هجومًا واسع النطاق استهدف عدة مواقع إسرائيلية باستخدام مئات الصواريخ، ضمن عملية أطلق عليها اسم "الوعد الصادق 2". وذكر البيان أن الهجوم جاء ردًا على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، وقائد فيلق القدس، عباس نيلفروشان. وأضاف البيان أن هذا الهجوم يأتي ضمن إطار حق الدفاع عن النفس، وفقًا للقوانين الدولية.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي، أن هجوم الحرس الثوري استهدف مقرًا للموساد وقاعدة حتسريم الجوية، بالإضافة إلى ثلاث قواعد جوية رئيسية، بما في ذلك قاعدة نيفاتيم التي تضم مقاتلات إف-35، وقاعدة تل نوف الجوية، كما شمل الهجوم استهداف القدرات الرادارية لبعض الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، الثاني من أكتوبر، أن بعض الصواريخ الإيرانية أصابت بالفعل أهدافًا عسكرية، مؤكدًا أن الخسائر ليست كبيرة، وأن البنية التحتية للقواعد الجوية المستهدفة لم تتضرر بشكل كبير جراء سقوط الصواريخ الباليستية الإيرانية.
كما نشرت وكالة أسوشييتد برس الأميركية بالتعاون مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل، صورًا تعرض مدى الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، نتيجة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
ورافق الهجوم الإيراني انتشار العديد من الادعاءات المضللة والزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول القصف الذي استهدف مناطق متفرقة في إسرائيل، وفي المقال التالي نعرض أبرز الادعاءات المضللة التي رصدها مسبار وتحقّق من صحتها.
فيديو قديم لصواريخ فلسطينية وليس للقصف الإيراني
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعت أنه يوثّق مسيرات وصواريخ إيرانية تضيء سماء تل أبيب خلال الهجوم الإيراني.
تحقق مسبار من المقطع وتبيّن أنه قديم، إذ نُشر للمرة الأولى في أكتوبر 2023، ويُظهر رشقة صاروخية أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه عسقلان المحتلة، إضافة إلى محاولات اعتراضها من قبل القبة الحديدية التابعة للدفاعات الجوية الإسرائيلية.
فيديو لحريق قديم وليس من آثار القصف الإيراني على إسرائيل
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يوثّق حريقًا في تل أبيب نتيجة لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان. في الوقت نفسه، تداولته حسابات أخرى باعتباره آثار حرائق ناجمة عن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مساء الثلاثاء.
إلا أن تحقيقًا أجراه مسبار أظهر أن الفيديو نُشر لأول مرة في 30 سبتمبر/أيلول الفائت، ويُظهر حريقًا اندلع في مبنى بجامعة طشقند الزراعية الحكومية في منطقة قبراي في محافظة طشقند، أوزبكستان، ووفقًا لتقارير وسائل إعلام محلية، يُشتبه في أن الحريق قد يكون متعمدًا، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسبابه.
فيديو قديم وليس لآثار الهجوم الإيراني الصاروخي
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يُظهر حريقًا ضخمًا في تل أبيب ناتج عن الهجوم الإيراني الأخير، مرفقًا بتعليقات تشير إلى استمرار الحرائق في إسرائيل.
وبالتحقق من الادّعاء، تبيّن لمسبار أن المقطع قديم، ولا يُظهر حرائق مستمرة في تل أبيب نتيجة القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل، بما فيها تل أبيب، الذي وقع يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر الجاري.
ويعود تاريخ نشر مقطع الفيديو الأصلي إلى نهاية شهر أغسطس/آب الفائت، عقب انفجار ضخم وقع في حي سكني بمدينة عدن اليمنية، تلاه اندلاع حريق هائل نتيجة انفجار محطة للغاز المنزلي.
فيديو قديم لنتنياهو وهو يركض داخل الكنيست الإسرائيلي
مقطع فيديو نشرته حسابات على مواقع التواصل، ادّعت أنه يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يركض نحو الملاجئ تحت الأرض للاختباء من القصف الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل. لكن بعد التحقّق من الادعاء، وجد مسبار أن الفيديو قديم، ولا يُظهر نتنياهو وهو يركض هربًا من القصف، إذ يعود تاريخ نشر الفيديو الأصلي إلى ديسمبر/كانون الأول 2021، ويُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يسرع للدخول إلى الجلسة العامة للكنيست للحاق بالتصويت الذي كان يُجرى، حينها.
المقطع ليس لمشاركة القسام في الهجوم الإيراني
كما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعت بعض الصفحات أنه يوثّق رشقة صاروخية أطلقتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاركةً في الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل.
لكن بالتحقّق، وجد مسبار أن مقطع الفيديو المتداول قديم، ولا يظهر صواريخ كتائب القسام مشاركة في الهجوم الإيراني على إسرائيل، بل يعود تاريخ نشر المقطع إلى شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري، وهو عبارة عن مشاهد نشرتها كتائب القسام لاستهداف تل أبيب برشقات صاروخية، آنذاك.
صورة قديمة للرئيس الإيراني وليست خلال متابعته للهجوم على إسرائيل
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعى ناشروها أنها تُظهر الرئيس الإيراني الحالي، مسعود بزشكيان، وهو يتابع الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل.
وبالتحقّق، وجد مسبار أن الصورة قديمة، وليست لمتابعة الرئيس الإيراني بزشكيان للهجوم الصاروخي، وتعود إلى التاسع من إبريل/نيسان 2019، عندما كان بزشكيان يرتدي الزي العسكري داخل البرلمان الإيراني، في خطوة لإظهار الدعم للقوة العسكرية الإيرانية بعد أن صنفت الولايات المتحدة الأميركية الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.
صورتان قديمتان لخامنئي وليستا خلال الهجوم الإيراني
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين ادّعت أنهما للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهو يرتدي الكفن أثناء القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل، لكن بالتحقق، تبيّن لمسبار أن الصورتين قديمتان، ولا تُظهران خامنئي أثناء القصف الأخير. بل تعودان إلى أغسطس/آب 2019، خلال مشاركته في احتفالات دينية ضمن فعاليات إزالة الغبار عن مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد.
فيديو قديم وليس لتجهيزات صواريخ إيرانية تحسبًا لرد إسرائيلي
نشرت حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس مقطع فيديو، على أنه يُظهر تجهيزات صواريخ إيرانية تحسبًا لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.
ولكن بعد التحقق من الادعاء، تبيّن لمسبار أن الفيديو قديم، وليس له علاقة بتجهيزات صواريخ إيرانية حال ردت إسرائيل، ويعود تاريخ نشر المقطع إلى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حين أعلنت إيران عن منظومة صاروخية جديدة تحت عنوان "بسم الله قاصم الجبارين".
الفيديو من الضفة الغربية وليس لوفاة مواطن أردني إثر شظايا صاروخ إيراني
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو، ادّعى ناشروه أنه يوثّق مقتل مواطن أردني جراء سقوط شظايا صاروخ إيراني، لكن بعد التحقق الذي أجراه مسبار، تبيّن أن المقطع يوثق إصابة مواطن فلسطيني في أريحا بالضفة الغربية، نتيجة سقوط شظايا صاروخ خلال القصف الأخير على إسرائيل، ما أدى إلى وفاته.
الفيديو ليس لآثار الدمار التي خلفها الهجوم الإيراني
نشرت حسابات على موقع التواصل، مقطع فيديو ادّعت أنه يُظهر انفجارًا هائلًا في مقر الموساد الإسرائيلي، عقب استهدافه بالصواريخ الإيرانية خلال الهجوم الأخير.
وبالتحقق من الادّعاء، وجد مسبار أنَّ الفيديو قديم، ولا يوثق انفجارًا في مقر الموساد الإسرائيلي. بل يعود تاريخ نشره الأصلي إلى أغسطس 2015، ويُظهر انفجارين كبيرين في مخزن للمواد القابلة للاشتعال في الصين، شرقي البلاد.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادّعاءات المضللة والزائفة التي طاولت حسن نصر الله حتى إعلان اغتياله
تقرير: بلينكن حجب معلومات حول منع إسرائيل للمساعدات الإنسانية عن غزة لضمان تزويدها بالأسلحة
