` `

قالت الأمم المتحدة إنها تجاوزت 11 ألف قتيلًا: تضارب في نقل أعداد ضحايا إعصار دانيال في ليبيا

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
20 سبتمبر 2023
قالت الأمم المتحدة إنها تجاوزت 11 ألف قتيلًا: تضارب في نقل أعداد ضحايا إعصار دانيال في ليبيا
سحبت الأمم المتحدة رقم 11,300 وفية من بياناتها (Getty)

في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري، ضرب إعصار قوي عُرف باسم دانيال، شرقي ليبيا، مخلفًا وراءه آلاف القتلى وعشرات آلاف المتضررين إلى جانب دمار واسع في البنى التحتية. 

تضاربت الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية الليبية من جهة وعن المنظمات الأممية وجمعيات الإغاثة من جهة أخرى، الأمر الذي سبب حالة من الارتباك لدى متابعي الحدث وحتى لدى وسائل الإعلام الناقلة لأرقام الوفيات. نستعرض لكم في هذا المقال أبرز أوجه التضارب ضمن تسلسل زمني. 

ما حقيقة وفاة 11,300 شخص في إعصار دانيال؟

نقلت وكالات أنباء عالمية مثل أسوشييتد برس عن جمعية الهلال الأحمر الليبي تصريحها بأن عدد الذين قضوا في الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال بلغ 11 ألفًا و300 شخص، يوم الخميس 14 سبتمبر الجاري. 

صورة متعلقة توضيحية

وشاركت الإحصائية وسائل إعلام عربية وأجنبية ونسبتها أيضا للهلال الأحمر الليبي.

صورة متعلقة توضيحية

وبالرجوع إلى الحساب الرسمي التابع للجمعية على موقع إكس (تويتر سابقًا)، لم يعثر "مسبار" على أي منشور يفيد بأن حصيلة وفيات الإعصار بلغت 11,300 شخص، كما لم يعثر على هذه الحصيلة منشورة في موقع المنظمة، أو في موقع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أو حسابها على موقع إكس. 

صورة متعلقة توضيحية

من جهة أخرى، نفت صفحة جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس الخبر فور انتشاره في وسائل الإعلام، يوم 15 سبتمبر الجاري، مشيرة إلى أن أي تصريح غير صادر عن المتحدث باسم المنظمة في ليبيا، توفيق الشكري، هو تصريح مزور، ونوهت إلى أن دور الهلال الأحمر هو مساعدة السلطات المحلية وليس مخولًا بإصدار مثل هذه التصريحات.

تواصل مسبار بدوره مع الصفحة، للسؤال عن أصل الخبر، لتؤكد بأن الجمعية غير مخولة لإصدار تصريحات حول عدد القتلى وأن كل التصريحات التي لم يدل بها المتحدث الرسمي باسم المنظمة هي بالضرورة مزورة.

من جهة أخرى، بدأت وكالات أنباء ووسائل إعلام عديدة في تداول هذا الرقم كإحصائية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، في تقريره حول الأوضاع في ليبيا الصادر يوم السبت 16 سبتمبر الجاري، والذي نسب فيه الإحصائية إلى جمعية الهلال الأحمر الليبي.

صورة متعلقة توضيحية

ولكن، بالتزامن مع انتشار هذه الأنباء نشر موقع العربي الجديد تصريحات مباشرة من المتحدث الرسمي باسم جمعية الهلال الأحمر الليبي، توفيق الشكري، نفى فيها الرقم المتداول وتساءل عن المصدر الذي اعتمدته الأمم المتحدة بنقلها لهذه الإحصائية، مؤكدًا أن الجمعية من جهتها لم تنشر إحصائيات من هذا النوع لكون الأمر متروكًا للجهات المخوّلة، لذلك.

صورة متعلقة توضيحية

كما نشرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك تصريحات لرئيس الجمعية عبد السلام غيث الحاج، أكّد فيها أن الجمعية لم تعلن عن أي أرقام في هذا الصدد وأنهم حتى لحظة نشر التصريح لا يمتلكون معلومات كافية عن حصيلة الوفيات.

صورة متعلقة توضيحية

من جهته، أفاد المتحدث الرسمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايرك، في اتصال مع موقع العربي الجديد يوم الأحد 17 سبتمبر الجاري، "أن إدراج هذا الرقم كان خطأ مؤسفًا"، وأضاف أنهم يعملون على استبدال البيانات التي تضمنتها التقارير الأخيرة حول الأوضاع في ليبيا.

صورة متعلقة توضيحية

 وبمراجعة التقرير الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يوم السبت 16 سبتمبر الجاري، تبيّن أنه تم تعديل البيانات استنادًا إلى إحصائيات وزارة الصحة العالمية، والتي أفادت بأن عدد قتلى الإعصار بلغ 3958 قتيلًا، إلى جانب أكثر من 9000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين، مشيرًا إلى احتمالية ارتفاع هذه الأرقام.

صورة متعلقة توضيحية

فيما تضمن تقرير نُشر على موقع الأمم المتحدة يوم 18 سبتمبر الجاري، حول الأوضاع في ليبيا بعد الإعصار، نفس الإحصائية ولم يتم تعديل الرقم بعد. 

صورة متعلقة توضيحية

 أعداد متضاربة من الجهات الليبية حول قتلى دانيال

بعد يومين من وقوع الإعصار، نشرت وكالة الأنباء الليبية في الثاني عشر من سبتمبر الجاري، أنه بحسب تصريحات مباشرة قدمها المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، محمد أبولموشه، فإن حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة، ارتفعت إلى 5300 قتيل.

صورة متعلقة توضيحية

في حين نقلت مواقع إخبارية ليبية يوم 13 سبتمبر الجاري، عن مدير مركز البيضاء الطبي، عبد الرحيم مازق، تصريحًا يفيد بأن التقديرات الأولية لعدد ضحايا الإعصار في درنة تتجاوز عشرين ألفًا.

صورة متعلقة توضيحية

من جهة أخرى، نقلت وكالة الأناضول يوم 12 سبتمبر الجاري، عن وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، عثمان عبد الجليل، تصريحات مباشرة بأن عدد قتلى إعصار دانيال تجاوز ثلاثة آلاف" مضيفًا، "وهنا أتحدث عن الضحايا المسجلة بكامل المناطق المنكوبة بشرق البلاد، إذ سجلت مدينة درنة العدد الأكبر".

صورة متعلقة توضيحية

إلا أنه أفاد في مؤتمر صحفي أن عدد الضحايا حتى يوم 14 سبتمبر الجاري، كان قد وصل إلى 2694، و ارتفع إلى 3065 جثة تم دفنها في يوم 15 سبتمبر، ووصل إلى 3166 في اليوم الذي يليه.

ووفقًا لآخر إحصائية، صدرت عن الحكومة الليبية اليوم الأربعاء، 20 سبتمبر، فإن إجمالي عدد الوفيات المؤكدة بلغ 3351 شخصًا. 

إخلاء مدينة درنة من الصحفيين

يأتي هذا التضارب في الأنباء حول عدد الوفيات، بالتزامن مع أنباء انتشرت مؤخرًا، حول أمر السلطات الليبية للصحفيين بإخلاء مدينة درنة، “لتسهيل عمليات الإنقاذ”، إذ أفاد تقرير نُشر اليوم، لموقع الحرة أن السلطات طالبت الصحفيين ومن ضمنهم مراسلها فرج حمزة بإخلاء المدينة. 

صورة متعلقة توضيحية

من جهته، أشار مراسل الغد بأنه الدعوات بإخلاء مدينة درنة استمرت خلال الأيام الفائتة وقد أطلقتها فرق الهلال الأحمر وقوات الإسعاف والطوارئ وطواقم منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود، لتحليل التربة والمياه في المناطق المنكوبة.

وفي اتصال مع وكالة رويترز، قال وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المكلفة، هشام أبو شكيوات، إن السلطات طلبت من الصحفيين مغادرة مدينة درنة، مردفًا “إنها محاولة لتهيئة ظروف أفضل لفرق الإنقاذ للقيام بالعمل بشكل أكثر سلاسة وفعالية”. مشيرًا إلى أن العدد الكبير من الصحفيين "أصبح عائقًا أمام عمل فرق الإنقاذ”.

وفي السياق ذاته، نشرت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، بيانًا نفت فيه إصدار أي قرار بإخلاء مدينة درنة موضحة أنها أوعزت بإخلاء جزئي لبعض الأماكن “لتسهيل عمل فرق الإنقاذ بإخراج الجثث”.

وأشارت في بيانها إلى استمرار توافد فرق الإنقاذ المحلية والدولية إلى المدينة، مؤكدة وجود 14 فريق إنقاذ، 10 منهم فرق أجنبية.

احتجاجات في مدينة درنة

وتزامنت أنباء إخلاء المدينة من الصحفيين، مع أنباء خروج سكان درنة في مظاهرة احتجاجية، للمطالبة بمحاسبة السلطات بعد دمار المدينة بسبب فيضانات الإعصار.

وبحسب قناة فرانس24 الناطقة باللغة العربية، هتف المتظاهرون بـ"الشعب يريد إسقاط البرلمان" و"لا إله إلا الله عقيلة (عقيلة صالح رئيس) البرلمان عدو الله" و"اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان".

وأفادت القناة بصدور بيان باسم "سكان درنة" تُلي خلال المظاهرة، دعا فيه المتظاهرون إلى الإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية "ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة دون التستر على أي مجرم".

إلى جانب مطالبات بـ"البدء الفعلي والعاجل بعملية إعادة إعمار مدينة درنة وتعويض المتضررين"، وحل مجلس وحكماء مدينة درنة وإعادة تشكيله و"التحقيق في الميزانيات السابقة التي خصصت للمدينة".

صورة متعلقة توضيحية

وعقب هذه الاحتجاجات، أعلنت الحكومة المكلفة في شرق ليبيا، برئاسة أسامة حماد، إقالة مجلس بلدية درنة كاملًا وإحالته إلى التحقيق.

اقرأ/ي أيضًا

جدل حول اسم الإعصار دانيال وسعيّد ينسبه للصهيونية، فما أصله؟

هل تعني صورة خلو الأجواء الليبية من الطائرات عدم تلقي ليبيا للمساعدات الإنسانية؟

الأكثر قراءة