الفيديو لا يوثق لحظة انفجار مرفأ بيروت من الفضاء عام 2020

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه مضلّل، إذ إنّ الفيديو ليس لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب عام 2020، بل هو عمل فنيّ نُشر على موقع (iStock) المتخصص في نشر الصور والفيديوهات الفنية في مارس/آذار عام 2021. 

واقتُطع الفيديو المتداول من النسخة الأصلية التي أنتجها المصمم وصانع المحتوى السينمائي يفغيني شكولينكو، والذي ذكر في البيانات الوصفية للفيديو أنَّ موقعه أوكرانيا.

نشرت مجلة فوربس لقطة من مقطع الفيديو الأصلي، في أحد مقالاتها عام 2022 حول حرب روسيا وأوكرانيا وتأثير الحرب النووية على كوكب الأرض، ووصفت اللقطة بأنها "تصور فني لقنابل ذرية تنفجر وتنتج سحابًا فوق سطح كوكب الأرض". كما تداولت مواقع روسية أخرى الفيديو مع التنويه بأنه محاكاة لانفجار نووي.

يُشار إلى أن موقعي iStock وGetty Images يشتهران بتوفير مواد مصورة تتنوع بين الحقيقية والمُنتَجة والمعدلة، مما يتيح للمواقع الإخبارية وصناع المحتوى الاستفادة منها.

الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت عام 2020

يتزامن تداول الادّعاء، مع إحياء اللبنانيين الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت، الذي هزّ العاصمة في الرابع من أغسطس عام 2020، وأودى بحياة أكثر من 220 شخصًا وإصابة نحو 6500 آخرين، وتسبب في خسائر مادية هائلة. كما شرّد آلاف اللبنانيين، ودُمرت أجزاء كبيرة من الميناء وبنيته التحتية، بما في ذلك معظم احتياطيات الحبوب، وقُدّرت الخسائر المادية نتيجة الانفجار بنحو 15 مليار دولار.

قضية انفجار مرفأ بيروت بعد أربع سنوات من وقوعه

ووقع الانفجار بعد اندلاع حريق في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت. وذكرت السلطات اللبنانية، حينها، أنَّ الانفجار وقع بسبب تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ.

ولم تُكشف الأسباب الحقيقية وراء الانفجار حتى الآن، رغم فتح العديد من التحقيقات، بسبب العوائق الإدارية والسياسية والقضائية، بحسب منظمات دولية ومحلية في لبنان.

ورغم توثيق المنظمات الدولية لإغفالات وأخطاء من قبل موظفين وسياسيين وأمنيين في إدارة شحنة نترات الأمونيوم المخزنة في المرفأ، لم تشهد القضية أي تطورات إدارية أو قضائية منذ فبراير 2023.

اقرأ/ي أيضًا:

مشاهد لانفجار مرفأ بيروت وليست لقصف إسرائيلي استهدف قطاع غزة

انفجار مرفأ بيروت واحد من أكبر الانفجارات غير النووية وليس ثاني أكبر انفجار بعد هيروشيما