` `

خلافًا لادعاءات الاحتلال: أدلة تثبت قتل إسرائيل للمدنيين في الهجوم على مدرسة الجاعوني في النصيرات

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
11 يوليو 2024
خلافًا لادعاءات الاحتلال: أدلة تثبت قتل إسرائيل للمدنيين في الهجوم على مدرسة الجاعوني في النصيرات
حلل مسبار المشاهد بعد الهجوم الإسرائيلي ووجد أدلة تدين الاحتلال (إكس)

المقال الأصلي في نسخة مسبار الإنجليزية

في يوم السادس من يوليو/تموز الجاري، أعلن الحساب الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن هجوم على عناصر من المقاومة الفلسطينية، كانوا متمركزين في مبانٍ بالقرب من مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وسط قطاع غزة. 

وزعمت قوات الاحتلال أنها اتخذت إجراءات عديدة للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين. لكن تحقيقات مسبار توصلت إلى أن هذا الاعتداء أدى إلى مجزرة في المدرسة التي تضم آلاف المدنيين، راح ضحيتها 16 ضحية وأكثر من 75 جريحًا.

الاحتلال يدعي استهدافه المقاومة داخل مدرسة الأونروا في النصيرات

وذكرت قوات الاحتلال الإسرائيلية في بيان على منصة إكس أنه "بناءً على معلومات استخباراتية من جيش الدفاع الإسرائيلي والشاباك، ضربت القوات الجوية الإسرائيلية عددًا من الإرهابيين الذين يعملون في مبانٍ تقع في منطقة مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا في وسط غزة". كما زعم الجيش أن حركة حماس استخدمت المدرسة كمخبأ وقاعدة عملياتية لتنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال.

وزعم الحساب أيضًا أنه قبل الهجوم، اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات عديدة "للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين"، بما في ذلك استخدام المراقبة الجوية الدقيقة والمعلومات الاستخبارية الإضافية.

بالإضافة إلى ذلك، زعم الاحتلال أن حماس انتهكت القانون الدولي باستخدام المدنيين كدروع بشرية في عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي.

أدلة تؤكد قتل الاحتلال للمدنيين

قام "مسبار" بتحليل مقاطع الفيديو التي تم تصويرها عقب الهجوم على مدرسة الجاعوني في السادس من يوليو الجاري، ووجد أن الهجوم استهدف مدنيين، على عكس ادعاءات قوات الاحتلال بأنها تخفف من "خطر إلحاق الأذى بالمدنيين".

وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة تلفزيون فلسطين على موقع يوتيوب مشاهد لأطفال ومدنيين مصابين ومصابين بصدمات نفسية، مع تصاعد الدخان من المدرسة المتضررة.

الهجوم على مدرسة الجاعوني

ويظهر في مقطع الفيديو رجل مصاب يمسك بيد فتاة، فيما يظهر رجل آخر خائف وفتاة في مشهد مختلف. وبالإضافة إلى ذلك، يظهر في المقطع مدنيون يركضون في الشارع ويصرخون بحثًا عن أفراد عائلاتهم.

صورة متعلقة توضيحية
مشاهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني

وظهر في مقطع فيديو آخر نشرته شبكة AJ+ عربي، مشاهد من داخل المدرسة بعد لحظات من الهجوم. ويُسمع في الخلفية صحفي يقول إن معظم الضحايا هم من النساء والأطفال. كما ظهر عناصر الدفاع المدني وهم يقومون بعمليات إنقاذ المدنيين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

صورة متعلقة توضيحية
مشاهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني
صورة متعلقة توضيحية
مشاهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني

وفي جزء آخر من المقطع نفسه يظهر مدنيون في المدرسة حزنًا على وفاة أفراد من عائلاتهم. وشوهد أيضًا رجال يحملون أطفالًا مصابين بعد الهجوم.

وفي مقطع الفيديو نفسه يظهر طفل وهو يجمع أشلاء الضحايا في مكان الهجوم.

صورة متعلقة توضيحية
مشهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني

وقالت امرأة نازحة شهدت الهجوم، إن  المدنيين كانوا بالداخل عندما دخلت شظايا الصواريخ إلى فصولهم الدراسية وأصيب أطفالهم نتيجة لذلك. الأطفال مفقودون، والعائلات تبحث عن أطفالها" بعد الهجوم.

مشهد  من الهجوم على مدرسة الجاعوني

وفي مقطع فيديو آخر نشرته منصة أنا العربي، قالت الشاهدة نفسها إن النساء والأطفال تناثروا أشلاء وكلهم قتلى.

صورة متعلقة توضيحية

وتابع فريق مسبار البث المباشر لقناة الجزيرة عقب الهجوم على مدرسة الجاعوني ووجد مشاهد مؤلمة لمدنيين قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال.

وظهر في البث المباشر رجل يحمل امرأة مصابة بجروح خطيرة، ومشهد آخر لرجل يحمل بقايا ما يبدو أنه طفل. وفي غرفة المستشفى بين القتلى يظهر طفل شهيد ملقى على الأرض.

صورة متعلقة توضيحية
مشاهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني

وفي مقطع فيديو آخر نشرته قناة الجزيرة مباشر على منصة إكس، ظهر عدة أطفال يتلقون العلاج الطبي بعد إصابتهم بجروح جراء الهجوم الإسرائيلي على مدرسة الأونروا.

صورة متعلقة توضيحية
مشاهد من الهجوم على مدرسة الجاعوني

ومن خلال كل المشاهد المذكورة أعلاه، يتضح أن إسرائيل لم تتخذ الإجراءات الكافية "لتخفيف خطر إلحاق الأذى بالمدنيين". وما لم تعتبر قوات الاحتلال الإسرائيلي أن كل هذه الوفيات والإصابات بين المدنيين هي أضرار جانبية، فإن ادعاءاتها تتعارض مع اللقطات المؤلمة وروايات شهود العيان.

المكتب الإعلامي في غزة ينفي ادعاءات الاحتلال

ونفى المكتب الإعلامي للحكومة في غزة الادعاء الإسرائيلي باستهداف مبنى تابع لحركة حماس داخل مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات. وأكد المكتب في بيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، يوم السادس من يوليو 2024، عندما قصف مدرسة الجاعوني بالطائرات الحربية. وذكر المكتب أن مدرسة الأونروا تؤوي قرابة 7000 مدني.

وأكد المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي، مقتل 16 شخصًا وإصابة 75 آخرين في استهداف مدرسة الجاعوني، واعتبر أن "مجزرة النصيرات رسالة من الاحتلال للعالم بأنه مستمر في قتل المدنيين".

المكتب الإعلامي في غزة ينفي ادعاءات الاحتلال

كذلك ردت حركة حماس على ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود عناصر من المقاومة الفلسطينية في مدرسة الجاعوني، ووصفتها بأنها "محض أكاذيب وتضليل". وانتقدت الحركة في بيان صحفي ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن مدرسة الأونروا تضم ​​عناصر من المقاومة.

وشددت حماس على أن حادث الجاعوني المأساوي أدى إلى مقتل 16 شخصًا وإصابة العديد من المدنيين الأبرياء، رافضة الرواية الإسرائيلية ووصفتها بأنها خادعة.

وأوضحت الحركة، في بيانها، أن جيش الاحتلال "يحاول من خلال ادعائه تمرير وتسويق جرائمه للرأي العام، وإخفاء أهدافه الواضحة التي يسعى لتنفيذها، بإبادة شعبنا الفلسطيني وتدمير جميع مقومات الحياة في قطاع غزة". 

حماس تكذب مزاعم إسرائيل

يُذكر أن مسبار، وثق حالات سابقة استخدمت فيها إسرائيل الفلسطينيين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية.

إسرائيل تقصف مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا عدة مرات

ولم تكن الغارة الجوية الإسرائيلية في السادس من يوليو الجاري، هي أول هجوم يستهدف المدنيين في مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات.

وبحسب التقارير، شنت قوات الاحتلال غارة جوية في الخامس من مايو/أيار الفائت، أسفرت عن مقتل ستة أفراد. وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلامية آثار الهجوم.

وفي وقت لاحق، في 16 مايو، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدرسة نفسها، مما أدى إلى مقتل أربعة أفراد، حسبما أفاد التلفزيون العربي. وتداولت وسائل إعلام مشاهد مؤلمة عقب الهجوم.

ووقع الهجوم الثالث في السابع من يوليو، إذ استهدفت إسرائيل المدرسة وأدى إلى مقتل 16 شخصًا. وهذا يتناقض مع ادعاء إسرائيل بتخفيف "خطر إلحاق الأذى بالمدنيين"، نظرًا للضحايا المدنيين السابقين في المدرسة والضربات المتعددة.

إسرائيل تستهدف مواقع الأونروا في غزة

لقد كانت هناك 453 حادثة أثرت على مباني الأونروا وتلك الموجودة بداخلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ شهدت بعض المواقع حوادث متعددة. ويشمل ذلك ما لا يقل عن 72 حادثة تنطوي على استخدام عسكري وتدخل في مباني الأونروا، مما أثر على نحو 188 منشأة مختلفة للأونروا.

وتقدّر الأونروا أن ما لا يقل عن 524 نازحًا داخليًا يقيمون في مرافق الأونروا قد قتلوا، وأصيب 1606 آخرين منذ بداية الحرب وحتى الخامس من مايو.

إسرائيل تستهدف مواقع الأونروا في غزة

وفقًا لوزارة الصحة في غزة، حتى اليوم الخميس 11 يوليو، تم الإبلاغ عن قتل ما لا يقل عن 38,295 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023،  بالإضافة إلى 88241 إصابة في الهجمات الإسرائيلية المستمرة حتى اليوم.

اقرأ/ي أيضًا

توظيف إعادة إعمار غزة كأداة لنشر خطاب الكراهية والتضليل ضد الفلسطينيين

ذا غارديان: رجل أعمال يقف وراء شبكة وجهت الرأي العام لصالح إسرائيل خلال الحرب على غزة

الأكثر قراءة