` `

هل يؤثر إنشاء الميم في نشر المعلومات المضللة عن الانتخابات الأميركية؟

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
21 يناير 2024
هل يؤثر إنشاء الميم في نشر المعلومات المضللة عن الانتخابات الأميركية؟
يدعم ترامب فريق ميمات يشيد به ويشوه خصومه (Getty)

التقرير ترجمة بتصرف لمقال نشره موقع إن بي سي نيوز

تمثل المعلومات المضللة تهديدًا غير مسبوق للديمقراطية في الولايات المتحدة في عام 2024، وفقًا للباحثين والمختصين في التكنولوجيا وعلماء السياسة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يحذر الخبراء من أن تقارب الأحداث في الداخل والخارج، عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، ووسط بيئة من الاستبداد المتزايد، وانعدام الثقة العميق، والاضطرابات السياسية والاجتماعية، يزيد من مخاطر الدعاية والأكاذيب ونظريات المؤامرة التي باتت أكثر خطورة من أي وقت مضى.

وتأتي الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال عام تاريخي، إذ يصوت الملايين من الأشخاص في انتخابات أخرى في أكثر من 50 دولة، بما في ذلك أوروبا والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا. ويأتي في وقت تتوفر فيه الظروف المثالية للمعلومات المضللة والأشخاص الذين ينشرونها.

مقال إن بي سي نيوز حول مخاوف غير مسبوقة من تأثير المعلومات المضللة على الانتخابات الأميركية
مقال إن بي سي نيوز حول مخاوف غير مسبوقة من تأثير المعلومات المضللة على الانتخابات الأميركية

قالت كلير واردل، المديرة المشاركة لمختبر المعلومات المستقبلية في جامعة براون، والتي تدرس المعلومات المضللة والانتخابات، في إشارة إلى المتنافسين الرئاسيين قبل أربع سنوات (جو بايدن ودونالد ترامب) "من ناحية، يجب أن يبدو هذا مثل يناير 2020، ولكن بعد الوباء والتمرد والاعتقاد بأن الانتخابات سُرقت، فضلًا عن تحقيقات الكونغرس مع أولئك من الذين يعملون في هذا المجال، يبدو الأمر مختلفًا تمامًا".

يمثل تطور التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الدعاية تحديًّا جديدًا للانتخابات، إذ أدى التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، من روبوتات الدردشة إلى مولدات الصوت والفيديو، إلى جعل أدوات معالجة الوسائط سهلة الاستخدام متاحة لعامة الناس. وقد صنف استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي المعلومات المضللة والمعلومات المضللة الصادرة عن الذكاء الاصطناعي، كأكبر خطر عالمي على مدى العامين المقبلين، قبل تغير المناخ والحرب.

ووفق المختصين فإنه مع بدء الحملات الانتخابية في استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات، ومسارعة الولايات المتحدة في سن التشريعات حولها، فإن التهديد الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة والذي تمثله التكنولوجيا للانتخابات لم يتجسد بعد.

ويُثير المحتوى الذي يستخدم الوسائط في إنشاء الميمات من قبل أفراد يعملون كمتطوعين، مخاوف من نشر أخبار مضللة خلال سباق الانتخابات، على غرار حملة دونالد ترامب، التي تقوم بإنشاء عدد كبير من الميمات، يشاركها الأخير على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به، Truth Social.

إذ تسيء هذه الميمات إلى المرشحين الآخرين وأزواجهم والمحامين والقضاة المشاركين في محاكمة ترامب والصحفيين وساسة الدولة، ومسؤولي الانتخابات الذين يعتبرون أعداء لمعسكر ترامب.

وقال بن ديكر، الرئيس التنفيذي لشركة Memetica، وهي شركة تحقيقات رقمية “من المسلم به أن هذا أمر سخيف وغير قابل للتصديق بأي شكل من الأشكال، لكنها مسألة وقت فقط حتى ينجح شيء ما”. وأضاف "لقد عادت روايات المعلومات المضللة، وحروب الميمات، هذا المحتوى سوف يكتظ بأجزاء معينة من الساحة العامة".

وقال ديكر إن التأثير على العالم الأوسع واضح "إن مضايقة المسؤولين الحكوميين وأعضاء وسائل الإعلام ومجموعات المجتمع المدني سوف تتفشى".

Dilley Meme جيش الميمات الذي يدعم ترامب

يقوم فريق ديلي ميم، بالدعاية عبر الإنترنت لدونالد ترامب في شكل صور ومقاطع فيديو، تحتفي بعضها بترامب وإنجازاته خلال فترة ولايته الوحيدة في منصبه، والبعض الآخر يشوه شخصيات سياسية على غرار الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، المنافس المحتمل لترامب في الانتخابات العامة لعام 2024.

يقود الفريق ريندان ديلي (41 عامًا)، مقدم بودكاست ديلي شو، وهو مرشح سابق للكونغرس في ولاية أريزونا، وناشط في مواقع التواصل الاجتماعي. يوصف بكونه "القوة الدافعة وراء جيش الميمات الذي يمجد ترامب بإخلاص في كل فرصة بينما يهاجم خصومه بوحشية".

فريق ديلي ميم الداعم لترامب
فريق ديلي ميم الداعم لترامب

يضم الفريق أكثر من 20 مساهمًا، يعملون بواسطة أسماء مستخدمين مستعارة، يضع أغلبهم صورًا رمزية بدلًا من صورهم الفعلية. كما يضم روابط لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

يُعرف المحتوى الخاص بالمجموعة باسم “آلة حرب ترامب عبر الإنترنت”، ويحقق ملايين المشاهدات. وبحسب القائمين عليه فإنّهم "يحاربون الروايات المزيفة عن الشيوعيين والفاشيين لسنوات بأي ميمات ضرورية".

ووفق موقع فوكس انترفيور "يعمل فريق الميمات التابع لديلي في الظل، وينسق هجومًا لا ينقطع من المحتوى الذي يمزج بين التضليل، والذكاء الاصطناعي، والتزييف العميق". وتستهدف الميمات، المليئة بالصور النمطية العنصرية والتصورات المهينة والفكاهة، النساء غالبًا، خاصة اللاتي يعرفن لأنّهن من خصوم ترامب.

يشير المصدر ذاته، إلى فريق الميم ديلي باعتباره انعكاسًا لطبيعة التطور في الحملات الرقمية، وكيف أنّ العالم الذي يعيشون فيه يطرح أسئلة حاسمة حول الشفافية والتنسيق وتأثير الكيانات الغامضة على الإنتاجية الديمقراطية عبر الإنترنت، مما يبرز الحاجة إلى إعادة التقييم والتنظيم في هذا المنظر الدينامي.

الميم كشكل من أشكال التعبير السياسي

تعد الميمات (نكات) الموجودة على الإنترنت وسيلة للسخرية والترفيه في قوالب مختلفة، وعلى شكل نصوص وصور ومقاطع الفيديو. وأصبحت وسيلة شائعة لتعريض الأفراد للمحتوى السياسي والتعبير عن آرائهم السياسية عبر الإنترنت. ومع ذلك، يعرف القليل عن الأشخاص الذين يشاركون في نشر الميمات السياسية عبر الإنترنت أو ما إذا كان التعرض للميمات مرتبطًا بنتائج سياسية رئيسية فيما يتعلق بالاتجاهات والمشاعر والسلوك السياسي.

وفق دراسة حول فهم منشئي الميم السياسية والجماهير وآثارها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ مشاركة الميمات السياسية هي شكل من أشكال التعبير السياسي المستخدمة من قبل مجموعة متنوعة من الأشخاص في الولايات المتحدة، بما في ذلك الوسطاء السياسيين والأفراد الذين يُظهرون اهتمامًا سياسيًا وغير المهتمين. 

وتشير بيانات الدراسة إلى أن الأشخاص الذين ينشرون الميمات السياسية يتحفزون للسخرية من السياسيين، ولكن أيضًا لإقناع وإعلام الآخرين في بعض الحالات.

دراسة حول الميم السياسية وآثارها على مواقع التواصل
دراسة حول الميم السياسية وآثارها على مواقع التواصل

ووفقها، فإنّ هناك تأثيرات محتملة للتعرض للميمات السياسية، مثل زيادة التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، والمشاركة السياسية، والغضب تجاه مرشح الرئاسة المعارض. 

تقدم نتائج الدراسة رؤى حول العلاقات بين التعرض للميمات السياسية وبين التطرف والسخرية. إذ وجدت أن التعرض للميمات السياسية يرتبط إيجابيًّا بالغضب تجاه السياسيين المعارضين ولكنه لا يرتبط بقوة الانتماء الحزبي أو السخرية السياسية. 

كما أشارت الدراسة إلى القلق من أن تزيد الميمات السياسية من التطرف الأيديولوجي، وهو قلق يدعمه دليل على أن محتوى الميمات غالبًا ما يكون من جانب سياسي واحد. 

كما حلل الباحثان ميا مودي راميريز وأندرو تشيرش ميمات فيسبوك خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016. ووجدا أنّ صفحات الميمات التي تتحدث عن المرشحين الرئاسيين، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، كانت لها نبرة سلبية. فالميمات الخاصة بترامب ركزت على الإشارة إلى تسريحة شعره وتعبيرات وجهه، في حين أشارت الميمات الخاصة بكلينتون إلى فضيحة بريدها الإلكتروني وعلاقاتها.

تحليل لميمات فيسبوك خلال الانتخابات الأميركية عام 2016
تحليل لميمات فيسبوك خلال الانتخابات الأميركية عام 2016

كما يرى مؤلفا الدراسة، أن ثقافة الميم الشعبية تسمح للناس العاديين بتجاوز وسائل الإعلام الرئيسية، التي كانت تاريخيًّا "حارس بوابة" المواضيع والخطابات السياسية في الحملات الرئاسية. والآن، وفقها، أصبح لدى منشئي الميمات (المواطنين والمرشحين على حد سواء) القدرة على مشاركة الأفكار مع جمهور واسع عبر الإنترنت، وصياغة المحادثات السياسية، وفي نهاية المطاف، التأثير على قرارات التصويت.

اقرأ/ي أيضًا

التضليل المُغرِض: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزعزع الديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة؟

خطر المعلومات المضللة على ديمقراطية العملية الانتخابية في عام 2024

الأكثر قراءة