` `

هل يمكن الشفاء من تلف الدماغ؟

صحة
6 أكتوبر 2024
هل يمكن الشفاء من تلف الدماغ؟
لا يمكن لخلايا الدماغ التالفة أن تتعافى أو تتجدد (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ربما يكون تلف الدماغ مميتًا أحيانًا بينما تستمر حياة المصابين لفترات طويلة في أحيان أخرى، ويعتمد ذلك على العديد من العوامل المختلفة؛ بما فيها الجزء المصاب من الدماغ، وشدة الإصابة التي تعرض إليها وتسببت بالتلف. يجب على كافة المصابين بهذا المرض الالتزام بالإرشادات التي يقدمها الطبيب؛ لضمان عدم زيادة شدة الأعراض والمحافظة على مستويات الصحة الأفضل.

هل يمكن الشفاء من تلف الدماغ؟

وضحت شبكة ميديسينت هل يمكن لخلايا المخ التالفة أن تتعافى أم لا؛ فإن خلايا الدماغ أو المخ التالفة ليست كغيرها من خلايا الجسم، ولا يمكن لهذه الخلايا أن تعيد تجديد نفسها، وربما تؤدي إلى ترك إعاقة تصاحب المرء طيلة حياته في بعض الأحيان؛ إلا أن الأعراض التي تنتج عن هذا التلف يمكن للأطباء التعامل معها للحد من تطورها أو الشفاء منها.

بالرغم من عدم إمكانية شفاء تلف الدماغ لأن الخلايا التالفة لا تجدد نفسها ولا تتجدد؛ إلا أن الخلايا المتبقية في الدماغ تتكيف للتعويض عن الخلايا المفقودة في مناطق معينة، ويُعرف ذلك باسم المرونة العصبية، ومن خلالها يدرّب الدماغ الخلايا على القيام بوظائف الجزء المفقود بعد إجراء العديد من الجلسات لإعادة التأهيل.

بالرغم من عدم إمكانية شفاء تلف الدماغ لأن الخلايا التالفة لا تجدد نفسها ولا تتجدد؛
يتم تشخيص الإصابة بتلف الدماغ من خلال إجراء العديد من الاختبارات والفحوصات

ما هو تلف الدماغ؟

يعرف تلف الدماغ بأنه اسم للأضرار أو الإصابات التي تلحق بدماغ الإنسان وتجعل من الصعب عليه القيام ببعض الوظائف الطبيعية، تلك التي تتعلق بالحركة أو الذاكرة أو العواطف أو نبضات القلب أو الإدراك أو الوعي وغيرها. ربما يكون هذا الضرر عامًا ويصيب جميع الدماغ أحيانًا، بينما يكون بؤريًا يصيب منطقة محددة في أحيان أخرى.

كم يعيش مريض تلف الدماغ؟

يحرص الأطباء على توضيح هل تلف الدماغ يؤدي إلى الموت أم لا؛ فإن هذه المشكلة لا تؤدي بالضرورة إلى الموت، وربما يعيش المصابون بتلف الدماغ طويلًا بعد تعرضهم إلى الإصابات، وتتحسن حالتهم الصحية ويتم الحد من الأعراض مع متابعة الخطة العلاجية التي يوفرها مقدم الرعاية الصحية.

بالرغم من إمكانية العيش طويلًا بعد الإصابة بتلف الدماغ؛ إلا أن هذا التلف يؤدي إلى موت المصاب بعد فترة وجيزة أحيانًا، ويعتمد ذلك على نوع الإصابة، وسبب التعرض إلى هذه المشكلة الصحية، والمنطقة التي تلفت من الدماغ، ولا يمكن تحديد كم يعيش مريض تلف الدماغ بشكل عام دون النظر إلى حالته الصحية.

كم يستغرق تلف الدماغ؟

ربما يستغرق تلف الدماغ وقتًا طويلًا حتى يعود المصاب إلى حالته الصحية الطبيعية، وفي بعض الأحيان لا يؤدي العلاج إلى تحسُّن الحالة الصحية، وإنما تكون الأعراض دائمًا، ويساعد العلاج في منع تفاقم الأعراض أو الحد من شدتها وشدة تطورها فحسب، ويعتمد ذلك على طبيعة الإصابة.

ما هي علامات تلف الدماغ؟

لا شك بأن هناك العديد من الأعراض والعلامات التي تصاحب الإصابة بتلف الدماغ، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرزها وأكثرها شيوعًا:

  • الأعراض الإدراكية: يتسبب تلف الدماغ بالعديد من المشاكل التي يمكن أن تظهر على المصاب، ومنها: الارتباك، وقصر فترة الانتباه، وصعوبة حل المشكلات، وعدم القدرة على استيعاب المفاهيم المجردة، وضعف القدرة على التواصل.
  • العجز الحسي الإدراكي: يشمل العجز الحسي الإدراكي كلًا من الرؤية المزدوجة أو نطاق الرؤية المحدود أو ضعف الرؤية عن بعد، وكذلك فقدان الإحساس، وصعوبة معرفة مكان الأطراف من الجسد، والتغيرات التي تطرأ على الحواس.
  • الأعراض الجسدية: عند الإصابة بتلف الدماغ ربما يشعر المرء بالصداع أو الدوخة بالإضافة إلى الشعور بالتعب، وضعف التنسيق بين أعضاء الجسم، وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء، والشلل، وتغير عادات النوم والأكل.
  • التغيرات السلوكية والعاطفية: يرتبط تلف الدماغ مع عدة تغيرات سلوكية وعاطفية، ومنها: الإصابة بالاكتئاب، والشعور بالقلق، والتغيرات الشديدة والسريعة في المزاج، وانخفاض الدافع، وصعوبة تكوين العلاقات والمحافظة عليها.
  • أعراض إصابة الفص الجبهي: يتحكم الفص الجبهي من الدماغ بالكلام والعواطف إضافة إلى المسؤولية عن الشخصية وإطلاق الأحكام، وربما يتسبب التلف الذي يصيبه بمشاكل في التركيز وتغيرات الشخصية والشعور بالاندفاع.
  • أعراض إصابة الفص الصدغي: تشمل أعراض إصابة الفص الصدغي من الدماغ بالتلف كلًا من مشاكل الذاكرة، بالإضافة إلى صعوبة فهم الكلمات المنطوقة أو المشاكل التي تصيب السمع وتؤثر عليه بشكل سلبي.
  • أعراض إصابة الفص الجداري: إن الفص الجداري في الجزء الأوسط من الدماغ، وهو مسؤول عن معظم الحواس، وإذا تعرضت أنسجته إلى التلف؛ فإن ذلك يتسبب بمشاكل السمع والتذوق وغيرها من مشاكل الحواس.
  • أعراض إصابة الفص القذالي: يقع أعراض إصابة الفص القذالي في الجزء الخلفي من الدماغ، وهو جزء مسؤول عن الرؤية بشكل أساسي، وهذا يعني أن تلف أنسجته تتسبب بفقدان البصر تمامًا، أو تؤدي إلى الاضطرابات البصرية المختلفة.

كيف نعالج تلف الدماغ؟

تتطلب جميع حالات تلف الدماغ رعاية صحية فورية من قِبل الطبيب، ويشمل ذلك حالات الإصابة الطفيفة التي يطلق عليها اسم ارتجاج الدماغ أيضًا، وذلك للتعامل مع الأعراض فورًا، والحد من فرصة التعرض إلى الإعاقات الدائمة التي لا يمكن التعامل معها بشكل نهائي وتؤثر على الحياة اليومية للمصابين بشكل مباشر.

لعلاج حالات تلف الدماغ يتم الاعتماد على ما يُعرف باسم إعادة التأهيل، ويشمل العلاج المهني لتحسين المهارات المطلوبة في الأنشطة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين القدرة على الحركة وتعزيز أنماط التوازن والمشي، والعلاج النطقي واللغوي لتحسين مهارات التواصل، والعلاج النفسي لتعلم بعض استراتيجيات التأقلم وتحسين الصحة على الصعيدين النفسي والبدني.

كيف يتم تشخيص تلف الدماغ؟

يقوم الأطباء بإجراء العديد من الاختبارات والفحوصات لتشخيص الإصابة بتلف الدماغ، وتتضمن القائمة الآتية أبرز الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في التشخيص حسب هيلث لاين:

  • التحقق من الأعراض: يعتني الطبيب بالتحقق من الأعراض التي يعاني منها المصاب، وكذلك يتم أخذ طبيعة سلوكيات المرء بعين الاعتبار للتأكد مما إذا كانت طبيعية أو لا.
  • التصوير الطبي: توجد عدة من أنواع الصور الطبية التي يحتاج إليها الأطباء للتأكد من الإصابة بتلف الدماغ واستبعاد المشاكل الصحية الأخرى، ومنها: التصوير المقطعي المحوسب، وصور الرنين المغناطيسي.
  • فحوصات الدم: من خلال فحوصات الدم المختلفة يستطيع الطبيب التحقق من أية علامات للعدوى، إضافة إلى اكتشاف حالات اختلال توازن الكهارل، وغيرها من تأثيرات الإصابات والأمراض ذات العلاقة.
  • تقييمات الدماغ: قام الأطباء بتطوير العديد من التقنيات التي يتم الاعتماد عليها لمعرفة المنطقة المصابة من الدماغ بشكل دقيق، ومنها اختبارات الذاكرة بالإضافة إلى تقنيات حل المشكلات.

أنواع الإصابات التي تتسبب بتلف الدماغ

يتم تقسيم الإصابات التي تتسبب بتلف الدماغ إلى قسمين اثنين، وهما: الإصابات الرضحية، والإصابات الدماغية المكتسبة، وتشمل الإصابات الرضحية كلًا من: إصابة الرأس المغلقة، والارتجاج، والكدمات، والإصابات النافذة التي تنتج عن اختراق الرأس، وهي من أبرز أسباب تلف الدماغ، وأما الإصابات الدماغية المكتسبة؛ فمنها: السكتة الدماغية، والأورام التي تؤثر على الدماغ.

هل موت الدماغ له علاج؟

لا يوجد علاج لموت الدماغ حتى الوقت الراهن، وإنما يتلقى المصابون الرعاية الطبية لتوفير بديل عن الدماغ في الحصول على الأكسجين والمحافظة على ضربات القلب، إضافة إلى الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولا يكون الدماغ قادرًا على القيام بأي من وظائفه الطبيعية عند موته.

كم يعيش مريض الموت الدماغي؟

في الوقت الراهن مع تطوير الكثير من التقنيات الطبية يمكن للمصابين بموت الدماغ الحياة فترة طويلة كما هي حالة الكثير من المصابين بتلف الدماغ أيضًا، ولكنهم يحتاجون إلى الأجهزة بشكل أساسي لاستمرار الحياة، وإذا توقفت الأجهزة عن العمل؛ فربما يؤدي ذلك إلى الموت على الفور.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما هي متلازمة اليد الغريبة؟

هل يمكن تقوية الذاكرة والتركيز والذكاء؟

هل الشحنات الكهربائية في الدماغ مرضٌ خطير؟

هل يمكن تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على