تحقيق مسبار
لا يقل الغرق الجاف خطورةً عن غيره من أنواع الغرق؛ فإنه ربما ينتهي بالموت إذا ظهرت أعراض خطيرة ولم يتم تقديم الرعاية الصحية التي يحتاج إليها الفرد. من الضروري معرفة أعراض هذا النوع من الغرق وغيرها من الأنواع الأخرى؛ بالنسبة إلى السباحين وممارسي الأنشطة المائية، لمراقبتها واتخاذ الإجراءات المناسبة عند ظهورها.
هل يحدث الغرق الجاف أثناء الاستحمام؟
يحدث الغرق الجاف أثناء الاستحمام بالفعل، وربما يتعرض الأطفال إلى ذلك مما يؤثر على حالتهم الصحية بشكل سلبي، ويستدعي ظهور الأعراض الذهاب إلى مقدم الرعاية الصحية على الفور؛ للتحقق من سلامة المصاب وتقديم الرعاية المطلوبة للحد من فرصة ظهور أية مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
ماهو الغرق الجاف؟
بعد معرفة هل يحدث الغرق الجاف أثناء الاستحمام أم لا يبحث الكثيرون عن معنى الغرق الجاف، وهو مصطلح يشير إلى الحالات التي يتسبب فيها الماء أو غيره من السوائل بتشنج صندوق الصوت والطيات الصوتية عند الإنسان، ويكون دخول السوائل إلى هذه الأجزاء أثناء محاولة منع دخول الماء إلى الرئتين.
هل الغرق الجاف نادر؟
من النادر التعرض إلى الغرق الجاف فعلًا حسب كلية الطب في بنسلفانيا لانكستر للصحة العامة، ولكن ذلك لا يعني عدم مراعاة الأعراض التي تظهر على الطفل بعد الاستحمام أو عند الذهاب لممارسة أنشطة السباحة، وإنما يجب على ذوي الأطفال التحقق من أية أعراض والذهاب إلى الطبيب عند اشتباه التعرض إلى الغرق الجاف.
هل الترجيع من أعراض الغرق الجاف؟
توجد العديد من الأعراض التي يمكنها أن تصاحب الغرق الجاف، ومنها: الترجيع والاستفراغ، وفي بعض الأحيان يكون القيء علامة على ابتلاع الطفل كميات كبيرة من المياه أثناء الاستحمام أو عند ممارسة أنشطة السباحة أو الجلوس في المياه، ولا يكون أحد أعراض الغرق الجاف دائمًا.
ما هي أعراض الغرق الجاف؟
إلى جانب الترجيع والاستفراغ ربما تظهر العديد من الأعراض على المرء في حالات الغرق الجاف، ومنها: تشنج الحنجرة الذي يُعرف بأنه إغلاق الحبال الصوتية فوق القصبة الهوائية، وربما يؤدي إلى صعوبات في التنفس، ويتسبب بمنع الأكسجين من الدخول إلى الرئتين والخروج منها مما يعني أنه أحد الأعراض الخطيرة.
ربما يعاني المرء من صعوبات في التنفس أو التحدث بسبب الغرق الجاف، ومن الأعراض التي تنبغي مراعاتها فيما يتعلق بهذا الغرق: التهيج أو ظهور السلوكيات غير المعتادة، وكذلك السعال، والشعور بآلام في الصدر، وانخفاض مستويات طاقة المرء أو الشعور بالنعاس بعد الاستحمام أو السباحة.
متى تظهر أعراض الغرق الجاف؟
تظهر أعراض وعلامات الغرق الجاف عادة بعد الانتهاء من الأنشطة التي تتضمن المياه؛ بما فيها ممارسة السباحة أو الاستحمام، ولذلك ينبغي على ذوي الأطفال مراقبتهم خلال هذه الفترة؛ للتحقق من عدم ظهور أية أعراض ترتبط بالغرق واتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة عند وجود أي منها.
كيف تتخلص من الغرق الجاف؟
يتم التخلص من الأعراض عن طريق علاج الغرق الجاف والإسعافات الأولية التي تتعلق به، وفيما يأتي بعضًا من أبرز إرشادات التخلص من الغرق الجاف والتعامل معه وعلاجه:
- التواصل مع الطوارئ: عند ظهور أعراض الغرق الجاف لا بد من التواصل مع الطوارئ فورًا، وذلك حتى يسارع فريق الإسعاف بالمجيء والتعامل مع المصاب وتقديم الرعاية التي يحتاجها للمحافظة على حياته.
- تعزيز مستويات الهدوء عند المصاب: من الجيد محاولة تهدئة المصاب بالغرق الجاف؛ لأن ذلك يساعد في استرخاء عضلات القصبة الهوائية، وهو ما يقلل من شدة الأعراض ويحد من التعرض إلى المضاعفات المرتبطة.
- وضع المصاب في وضع الإفاقة: إذا تعرض الفرد المصاب إلى الإغماء بسبب الغرق الجاف مع استمرار التنفس لديه؛ فلا بد من إبقاء جسمه في وضع الإفاقة، وذلك للتقليل من فرصة توقف التنفس أو زيادة المضاعفات.
- فتح مجرى الهواء: من الضروري فتح مجرى الهواء عند الشخص الذي يتعرض إلى الغرق الجاف حتى لا يتوقف تنفسه، وذلك عن طريق إمالة رأسه للخلف مع رفع الذقن والتأكد من عدم وجود عوائق في المجرى.
- الإنعاش القلبي الرئوي: في بعض الأحيان يتعرض المصابون بالغرق الجاف إلى الإغماء، وهي حالة تتطلب إجراء الإنعاش القلبي الرئوي من قبل المختص أو المدرب على القيام بهذا النوع من الإنعاش.
- إعطاء النفس الصناعي: بعد إجراء الإنعاش القلبي الرئوي ينبغي إعطاء المصاب نفسين صناعيين إذا كان تنفسه متوقفًا، وبعدها يتم إجراء الإنعاش مرة أخرى ثم العودة إلى التنفس الصناعي وهكذا لزيادة فرصة بقائه على قيد الحياة.
كم يستغرق الغرق الجاف أثناء العلاج؟
يتم تحديد كم يستغرق الغرق الجاف أثناء العلاج بعد التحقق من الحالة الصحية التي يتمتع بها المصاب؛ فربما يتم العلاج والخروج من المستشفى في غضون ساعات بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وفي بعض الحالات يتم إدخال المريض إلى المستشفى وإبقائه فيها لحاجته إلى مزيد من الرعاية، وهذا يعني أن العلاج يستغرق وقتًا قصيرًا أحيانًا بينما يحتاج وقتًا أطول في أحيان أخرى.
إرشادات الوقاية من الغرق الجاف
توجد العديد من الإرشادات التي يمكن مراعاتها للوقاية مما يُطلق عليه اسم الغرق الجاف، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا منها:
- الإشراف على الأطفال: ينبغي على ذوي الأطفال مراقبتهم والإشراف عليهم جيدًا أثناء اللعب بالماء أو الاقتراب منه، وذلك لملاحظة أية أنشطة غير صحيحة تؤدي إلى الغرق الجاف وتحذير الطفل منها وإبعاده عنها.
- تعيين المراقبين: في حالة التجمعات الكبيرة لا بد من تعيين المراقبين المؤهلين لمتابعة الجميع والانتباه لأية أنشطة تتسبب بالغرق الجاف، ثم التحذير منها ومنعها حفاظًا على سلامة الجميع.
- مراعاة إرشادات السلامة: عند الذهاب إلى الشواطئ أو حمامات السباحة يجب على المرء مراعاة جميع اللافتات والتزام ما فيها؛ لضمان عدم الانخراط في أنشطة مائية تؤدي إلى الغرق الجاف وما ينطوي عليه من أعراض ومضاعفات.
- شراء معدات السلامة: خلال الوقت الراهن تتوفر الكثير من معدات السلامة التي تساعد في الوقاية من الغرق، ومنها سترات النجاة، ومن الجيد شراء هذه المعدات واستخدامها للحد من التعرض إلى الغرق الجاف.
مراحل الغرق
عند التعرض إلى الغرق الجاف أو الرطب تتدهور الحالة الصحية للمرء على مراحل مختلفة، وتوضح القائمة الآتية جميع المراحل على الترتيب حسب هيلث لاين:
- المكافحة للتنفس: في المرحلة الأولى خلال بعض الثواني القليلة التي تلي استنشاق الماء يكون الشخص الغارق في حالة تأهب تشبه حالة الهروب أو القتال، ويبدأ بالمكافحة من أجل التنفس والحصول على الهواء.
- حبس الأنفاس: تبدأ المرحلة الثانية من مراحل الغرق عندما يتم إغلاق مجرى الهواء، وفي هذه المرحلة يبدأ المرء بحبس أنفاسه لاإراديًا، ويستمر ذلك مدة دقيقتين تقريبًا حتى يفقد وعيه بالكامل.
- فقدان الوعي: في المرحلة الثالثة يكون الفرد الذي تعرض إلى الغرق فاقدًا للوعي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يمكن إنعاشه ليعود إلى الحياة بشكل جيد، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة عدة دقائق.
- تشنج الجسم: في المرحلة الرابعة من الغرق يدخل الجسم فيما يطلق عليه اسم التشنج، وذلك بسبب نقص الأكسجين، وربما يظهر المصاب بحالة تشبه الصرع، ويتحول جسمه إلى اللون الأزرق، وربما يرجف بشكل غير منتظم.
- نقص الأكسجين الدماغي: بعد مرور وقت من تشنج الجسم يصل الدماغ إلى حالة لا يمكن إنعاشه فيها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرئتين عند الوصول إلى هذه المرحلة.
- الوفاة: في النهاية بعد مرور مدة من التعرض إلى الغرق ونقص الأكسجين ووصول أجهزة الجسم الأساسية إلى مرحلة لا يمكن إنعاشها فيها؛ يتعرض المصاب إلى الوفاة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مرض الجلد العقدي معدٍ للإنسان؟
