تحقيق مسبار
كان خورشيد باشا واحدًا من الولاة الذين حكموا الأراضي المصرية خلال فترة السيطرة العثمانية عليها، وقبل تعيينه واليًا على مصر عام 1804 قام السلطان العثماني بتعيينه واليًا على الإسكندرية مدة عامين، وهو من أبرز القادة المشاركين في التصدّي للتمرّد الصربي على الدولة العثمانية خلال العقد الثاني من القرن التاسع عشر.
من الذي عزل خورشيد؟
بيّنت البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة من الذي عزل خورشيد؛ فإن ذلك كان من قبل السلطان العثماني سليم الثالث الذي أصدر أمرًا بذلك بعد فترة من الصراعات التي وقعت بين الوالي خورشيد من جهة وكبار الرجال والعلماء المصريين من جهة أخرى، كما شهدت نهايات فترة حكمه العديد من الاضطرابات التي انتهت بعزله أيضًا.
من هو السلطان العثماني سليم الثالث؟
يُعرف السليم سليم الثالث باسم السلطان الغازي، وهو واحد من أبرز سلاطين الدولة العثمانية، كما أنه الذي أمر بعزل خورشيد باشا من الحكم في مصر، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز المعلومات حوله:
- الاسم الكامل: سليم الثالث بن مصطفى الثالث أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بنمراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح العثماني.
- العمر عند عزل خورشيد باشا: ولد السلطان سليم الثالث عام 1762، في حين أصدر الأمر بعز خورشيد باشا من ولاية مصر عام 1805، مما يعني أن عمره كان يبلغ 43 سنة عند إصدار هذا الأمر.
- فترة السلطنة: في عام 1789 أصبح سليم الثالث سلطانًا للدولة العثمانية، ولم يزل في هذا المنصب حتى عام 1807 الذي سبق سنة وفاته، وهذا يعني أن حكمه استمر قرابة 18 عامًا.
- الحرب مع النمسا وروسيا: عندما وصل سليم الثالث إلى الحكم كانت الحرب مشتعلة بين الدولة العثمانية من جهة، وروسيا والنمسا من جهة أخرى، وهو ما اضطره إلى إبرام معاهدة سيستوفا مع روسيا، ومعاهدة جاسي مع روسيا.
- إنشاء لجنة للإصلاح: قام السلطان سليم الثالث بإنشاء لجنة من المصلحين في تسعينيات القرن الثامن عشر، وذلك في محاولة لإنهاء حالة الفوضى الاجتماعية والإدارية والاقتصادية التي تعاني منها الدولة.
- الفتن الداخلية خلال فترة الحكم: خلال فترة حكمه شهد سليم الثالث الكثير من الفتن الداخلية التي تعرضت إليها الإمبراطورية العثمانية، ومن ذلك تمرّد الجنود المساعدين المعروفين باسم الياماك.
- العزل من الحكم: في عام 1807 تم عزل السلطان سليم الثالث من الحكم قبل وفاته، وتم قتله في النهاية من قبل رجال السلطان مصطفى الرابع الذي تولى الحكم في الدولة من بعده.
من هو الوالي خورشيد؟
كان الوالي خورشيد باشا واحدًا من الولاة العثمانيين على الأراضي المصرية، وخلال فترة حكمه شهدت البلد كثيرًا من الإعمار والإصلاحات، كما أنه أدخل البناء باستخدام الطوب والأخشاب والألواح إلى البلاد، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الخليفة قام بعزله؛ نظرًا للأوضاع المضطربة التي كانت سائدة بالإضافة إلى المطالبات بعزله، ولم تعتنِ المصادر بتوضيح ما هو أصل عائلة خورشيد إلا أنه ليس عربيًا.
من الذي تولى الحكم بعد عزل خورشيد باشا؟
بعد عزل خورشيد باشا تولى محمد علي باشا -المعروف باسم محمد علي الكبير- الحكم في مصر، وهو واحد من أشهر الحكام في تاريخ مصر على الإطلاق، وتتضمن القائمة الآتية بعض المعلومات حوله:
- العمر عند استلام الحكم: في عام 1769 ولد محمد علي باشا داخل مدينة قولة اليونانية، وصدر الأمر بتوليته على مصر عام 1805 بعد عزل خورشيد باشا، وهذا يعني أن عمره كان يبلغ 36 عامًا.
- العمل في تجارة الدخان: عندما وصل إلى سن 10 سنوات من عمره بدأ محمد علي باشا العمل مع والده في نجارة الدخان، بالإضافة إلى تأجير السفن، وفي هذه الفترة خلف والده في رئاسة الجنود غير النظاميين أيضًا.
- الوصول إلى مصر: وصل محمد علي باشا إلى الأراضي المصرية عام 1799 ضمن إحدى الفرق العسكرية العثمانية، وكان هدف هذه الفرقة إخراج الفرنسيين؛ إلا أنها انهزمت مما تسبب بعودة محمد علي باشا إلى بلده.
- الترقية إلى رتبة سرجشمة: تمّت ترقية محمد علي باشا إلى رتبة سرجشمة بعد انتهاء الحملة الفرنسية، وهو ما يساوي رتبة لواء، وتم ترشيحه ليصبح رئيس القيادة العامة للجيش.
- التعيين بطلب من العلماء: طالب العلماء في مصر بتعيين محمد علي باشا واليًا عليها عوضًا عن خورشيد باشا، وهو ما وافق عليه السلطان العثماني في ذلك الوقت ليبدأ عصر جديد للأراضي المصرية.
- الإنجازات في مصر: هناك العديد من الإنجازات التي قام بها محمد علي باشا في مصر، ومنها إنشاء أول مدرسة حربية في أسوان، وكذلك إنشاء مدرسة الطب، وإنشاء مجلس الصحة، وإنشاء ديوان مستقل للتجارة.
- موت محمد علي باشا: تعرّض محمد علي باشا إلى المرض عام 1848، مما اضطر الباب العالي في الدولة العثمانية بإصدار أمر لتعيين إبراهيم باشا في الحكم، وبعدها بعام واحد تقريبًا توفي.
ما هي قصة عزل خورشيد باشا من الولاية؟
حسب بحث محمد علي باشا وعلاقته بالخلافة العثمانية في عام 1805 تقدم أهالي مصر إلى بيت القاضي، وكان يتقدمهم محمد علي باشا، وذلك للمطالبة بعزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي عوضًا عنه، وبالرغم من رفض خورشيد لذلك في البداية؛ إلا أنه استسلم للأمر في النهاية بعد الأمر بذلك من قبل السلطان.
كان تولي محمد علي في منصب والي مصر بعدما عاهد العلماء والشعب المصري بعدم فرض أية ضريبة جديدة، بالإضافة إلى التعهد بعدم إصدار أي أمر من الأمور أو التصرف في أي شيء؛ إلا بعد أخذ رأي العلماء الذين صاروا مستشارين له في حكمه، ولكن خورشيد أرسل في بعض الحملات بعدها من قبل الدولة العثمانية.
أهم المحطات التاريخية في حياة الوالي خورشيد باشا
مرّت حياة الحاكم العثماني السابق خورشيد باشا بالعديد من المحطات التاريخية المهمة، ومن ذلك: تعيينه قائدًا لأميرالية عام 1792 من قبل السلطان سليم الثالث، وشارك في الحملة المصرية ضد الغزو الفرنسي لمصر عام 1798، ثم تم تعيينه واليًا على الإسكندرية برتبة مير ميران عام 1802 قبل مرور 3 سنوات من عزله عن الولاية.
أصبح خورشيد باشا واليًا على مصر عام 1804 بناءً على طلب محمد علي باشا إلى الباب العالي؛ إلا أن الأخير تولى الحكم عوضًا عنه في العام التالي مباشرة، وفي عام 1812 تم تعيين خورشيد في منصب الصدر الأعظم، وأرسله السلطان العثماني لقمع التمرد الصربي، ولم يزل الصدر الأعظم للدولة حتى عام 1815 بمدة بلغت 3 سنوات تقريبًا.
ما هو أصل كلمة خورشيد؟
إن كلمة خورشيد من الكلمات التركية، وعند ترجمتها إلى اللغة العربية يصبح معناها الشمس، وهو الاسم الذي اشتهر به الوالي العثماني السابق على الأراضي المصرية، وهناك بعض الأشخاص الآخرين الذين عرفوا بهذا الاسم أيضًا، ومنهم: رئيس ديوان الحرب العرفية خلال فترة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
هل هناك الكثير من الولاة العثمانيين الذين حكموا مصر؟
لم يكن خورشيد باشا الوالي العثماني الوحيد الذي حكم الأراضي المصرية، وإنما هناك كثير من الولاة العثمانيين الآخرين الذين شغلوا هذا المنصب أيضًا، وعلى رأسهم: محمد علي باشا، ومصطفى باشا، وخسرو باشا، وسليمان باشا الخادم، ومحمد باشا الشريف، وياوز علي باشا ابن ملقوج، ومصطفى باشا النقاش، وغازي محمد باشا، وملك إبراهيم باشا.
اقرأ/ي أيضًا:
ما الفرق بين هولاكو وجنكيز خان؟
