تحقيق مسبار
منذ تطويره عام 1949 وحتى الوقت الراهن تم استخدام جهاز البيجر في الكثير من المجالات التي تتطلب وسيلة موثوقة وسريعة للتواصل، ومنها: مجالات الرعاية الصحية، ومجالات الإنقاذ والطوارئ. اكتسب هذا الجهاز شعبيةً كبيرةً خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، ثم تراجع استخدامه مع تطوير وسائل اتصالات أكثر تقدمًا.
كيف يستخدم البيجر؟
يتم استخدام جهاز البيجر بالاعتماد على الأزرار التي يتضمنها، كما أن الجهاز يرتبط ببعض أدوات النداء التي ينبغي على المستخدمين ارتدائها أو إبقائها قرب الجسم للبقاء على اطلاع عندما يرسل الآخرون الرسائل المختلفة، وعادةً ما تقوم الشركات المنتجة بتوضيح كيف يستخدم البيجر الخاص بكل طراز من خلال الدليل التوضيحي المرفق.
ما معنى البيجر؟
يطلق على جهاز البيجر باللغة العربية اسم المنادي، وهو جهاز صغير يعتمد على الإشارات اللاسلكية للتواصل مع الآخرين بشكل مباشر وفوري. تم استخدام هذا الجهاز بشكل واسع وفي العديد من المجالات المختلفة قبل تطوير الهواتف المتنقلة، أو الهواتف الذكية المنتشرة بشكل كبير خلال الوقت الراهن.
خلال عام 2024 انتشرت بعض الأخبار التي تدّعي إصابة زعيم حزب الله اللبناني السابق حسن نصر الله في عملية تفجير أجهزة البيجر التي تم القيام بها ضد الحزب، ولكن تحقيق مسبار وجد بأنه ادعاء زائف، واعتمد على تزوير خبر عاجل مشابه لتصميم الأخبار العاجلة من قناة الجزيرة القطرية.
متى انقطع البيجر؟
إذا تم البحث لمعرفة متى انتهت أجهزة البيجر يتضح بأن هذه الأجهزة لم تنقطع مطلقًا حتى الوقت الراهن، وإنما تناقص استخدامها مع انتشار الهواتف الذكية والمتنقلة، وتقوم عدة شركات عالمية بإنتاجه؛ إلا أنه عادة ما يستخدم من قبل الشركات أو الجماعات للتواصل فيما بينها دون استخدامه من قبل الأفراد بشكل شخصي.
ما هي أبرز الشركات التي كانت تصنع البيجر سابقًا؟
في السابق قامت العديد من الشركات بإنتاج أجهزة البيجر على اختلاف طرازاتها وأنواعها، ومن أبرزها الشركات التي تتضمنها القائمة الآتية:
- شركة موتورولا: خلال تاريخها قامت شركة موتورولا بإطلاق طرازات مختلفة من أجهزة البيجر، وكانت واحدة من أكبر الشركات التي تنتج هذا النوع من الأجهزة، مما جعل لها تأثيرًا كبيرًا على السوق العالمية للبيجر.
- شركة إن إي سي: كانت شركة إن إي سي واحدة من الشركات الرئيسية التي تصنع البيجر في السابق، وهي شركة يقع مقرها الرئيسي في اليابان، واستطاعت توفير البيجرات المتطورة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات.
- شركة فيليبس: تقوم شركة فيليبس بإنتاج الأجهزة الإلكترونية حتى الوقت الراهن دون توقف، وفي السابق كانت جزءًا من سوق إنتاج البيجر العالمي، ويقع المقر الرئيسي لهذه الشركة في الأراضي الهولندية.
- شركة جولد أبولو: تم تأسيس شركة جولد أبولو عام 1890 لتقديم حلول الاتصالات اللاسلكية الشائعة في ذلك الوقت، وقامت بتقديم جهاز البيجر ضمن منتجاتها، وهي واحدة من الشركات اليابانية.
- شركة يونيكيشن: تخصصت شركة يونيكيشن في توفير حلول الاتصالات اللاسلكية، وهي إحدى الشركات التي استمرت في تصنيع البيجر دون توقف حتى اليوم، ولا زالت واحدة من أفضل الشركات في هذا المجال.
- شركة جنسن: هناك العديد من طرازات جهاز البيجر المشهورة التي قامت شركة جنسن بتقديمها، وكانت في فترة الثمانينيات والتسعينيات إحدى الشركات المؤثرة في السوق العالمي لإنتاج هذا النوع من الأجهزة.
خلال عام 2024 انتشرت بعض الادعاءات التي تفيد عزم شركة جولد أبولو على مقاضاة الاحتلال الإسرائيلي بعد اعترافه بزراعة قنابل داخل أجهزة البيجر التي تم إنتاجها لحزب الله اللبناني، ولكن تحقيق مسبار وجده ادعاءً زائفًا؛ فإن الشركة نفت قيامها بإنتاج هذه الشحنة من الأجهزة للحزب.
كيف يعمل البيجر؟
يعمل البيجر من خلال نقل الرسائل والإشارات بالاعتماد على ترددات راديوية لتصل من جهاز المرسل إلى جهاز المستقبل، وذلك بالاعتماد على شبكة من محطات الإرسال أو الأبراج المخصصة لنقل هذا النوع من الإشارات، ويتم الإرسال بشكل مشفر من الجهاز الأول، ثم يقوم الجهاز الثاني بفك التشفير عند وصول الإشارات إليه ليتمكن المستخدم من التعامل معها بلغة يفهمها.
من هو مخترع أول جهاز بيجر؟
تم اختراع جهاز البيجر الأول خلال أربعينيات القرن العشرين من قبل أل غروس، وفيما يأتي بعض المعلومات حوله:
- العمر عند اختراع البيجر: ولد أل غروس عام 1918 في تورنتو داخل الأراضي الكندية، بينما اخترع جهاز البيجر عام 1949، مما يعني أن عمره عند اختراع هذا الجهاز كان يبلغ 31 عامًا تقريبًا.
- اكتساب الشغف بالراديو: عندما كان صغيرًا خرج أل غروس في رحلة على قارب بخاري بحري، وسمح له مشغل الراديو بالاستماع إلى القنوات لاسلكيًا، ومنذ ذلك الوقت اكتسب شغفًا كبيرًا بالراديو.
- تحويل قبو المنزل إلى مقر راديو: مع بلوغه سن 12 عامًا من عمره قام أل غروس بتحويل قبو المنزل الذي يعيش فيه إلى مقر راديو، وذلك بعد جمع المعدات التي يحتاجها من ساحات الخردوات حسب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
- الحصول على رخصة الراديو للهواة: لم يكن أل غروس كبيرًا عندما حصل على رخصة الراديو للهواة، وإنما كان في سن 16 عامًا من عمره فحسب، ولم يتوقف سريان هذه الرخصة طيلة حياته.
- دراسة الهندسة الكهربائية: في عام 1936 التحق أل غروس بكلية كيس للعلوم التطبيقية في كليفلاند ليدرس الهندسة الكهربائية، واستطاع الحصول على الشهادة من هذه الجامعة بعد انتهاء متطلبات التخصص.
- براءة اختراع جهاز اللاسلكي: حرص أل غروس على استغلال الترددات غير المستكشفة في اختراع جهاز راديو يمكن للمستخدمين حمله، ومع استمرار محاولاته تمكّن من الحصول على براءة اختراع جهاز اللاسلكي عام 1938.
- اختراع جهاز البيجر: خلال عام 1949 تمكّن أل غروس من تكييف أجهزة الراديو ثنائية الاتجاه التي قام بابتكارها؛ لتطوير جهاز نداء هاتفي أطلق عليه اسم البيجر، وتم استخدامه في عمليات التواصل.
لماذا صنع البيجر؟
قام أل غروس بتطوير جهاز البجير أساسًا لاستخدامه من قبل الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في التواصل مع بعضهم البعض، أو الاتصال بالمرضى عند الحاجة؛ إلا أنه لم يلقَ نجاحًا كبيرًا في البداية، وذلك لمخاوف تتعلق بإزعاج المرضى، ولكن المستشفى اليهودي في نيويورك استخدم البيجر في العام التالي من إنتاجه مباشرة.
كيف ينفجر البيجر؟
كثر البحث لمعرفة كيف ينفجر البيجر خلال الآونة الأخيرة بعد العملية التي تم من خلالها تفجير الأجهزة التي يحملها أعضاء حزب الله اللبناني، ويجدر الذكر بأن أجهزة البيجر لم تُصمم لتنفجر وتتسبب بالأضرار لمستخدميها، وإنما تم تصميمها وإنتاجها حتى يتمكن الأفراد من التواصل مع بعضهم البعض عند الحاجة.
يمكن لجهاز البيجر أن ينفجر إذا وصل إليه بعض البرمجيات الضارة، التي بدورها تحفز بطاريات الليثيوم أيون في هذه الأجهزة لتصبح بمثابة قنبلة مزروعة بعد زيادة الحمل عليها بشكل كبير، وربما يكون التفجير بعد زراعة قنابل صغيرة داخل الجهاز، مما يتسبب بأضرار أكثر خطورة من انفجار البطارية وحدها.
استخدام البيجر في العديد من المجالات
ربما تراجع استخدام البيجر بشكل كبير مع تطوير الهواتف المتقدمة اليوم إلا أنه لا زال مستخدمًا في عدة مجالات، ومنها ما يأتي حسب مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة:
- الرعاية الصحية: يتم استخدام جهاز البيجر على نحو واسع في المستشفيات لإرسال الإشعارات إلى الطواقم الطبية، وفي كثير من الأحيان يتم تفضيله على الهواتف الذكية لأنه لا يعتمد على شبكات الاتصالات أو الإنترنت.
- خدمات الحراسة: هناك العديد من شركات الأمن والحراسة التي تقوم باعتماد أجهزة البيجر؛ لتوفير وسيلة اتصال سريعة ومباشرة بين العاملين لديها عوضًا عن استخدام الهواتف أو أجهزة الاتصال الأخرى.
- خدمات الإنقاذ: تقوم العديد من فرق الطوارئ والإطفاء والإنقاذ باستخدام جهاز البيجر للتواصل مع بعضها البعض، وذلك نظرًا لتوفيرها مستويات أكبر من الموثوقية داخل الأماكن التي تعاني من ضعف وصول شبكة الهاتف.
- المواقع الصناعية: لا تكون الهواتف المحمولة والشبكات اللاسلكية الأخرى آمنة في البيئات والمواقع الصناعية أحيانًا، وهو ما يضطر العاملين إلى استخدام أجهزة البيجر للتواصل عوضًا عن الهواتف المتنقلة.
- البيئات عالية الحساسية: ربما تشكل الإشعاعات الكهرومغناطيسية خطورة كبيرة في بعض البيئات عالية الحساسية، وعند ذلك يتم الاعتماد على أجهزة البيجر لتوفير وسيلة اتصال أكثر أمانًا مقارنةً بالعديد من الوسائل المتاحة الأخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
