تحقيق مسبار
لا تمتلك معظم الدول حول العالم الصاروخ الفرط صوتي نظرًا لما يتطلبه تطوير هذا الصاروخ من القدرات الكبيرة؛ فإنه يتمتع بسرعة فائقة تستدعي استخدام بعض المواد بعناية مع مراعاة جميع العناصر التصميمية حتى الانتهاء من التطوير والتجربة، وحتى الوقت الراهن من عام 2024 لم تقم أي من دول الشرق الأوسط بإنتاج هذه الفئة من الصواريخ باستثناء إيران.
كم تبلغ سرعة الصاروخ فرط الصوتي؟
تبلغ سرعة الصاروخ فرط الصوتي 5 ماخ أو أكثر، وهذا يعني أنه يسير بسرعة تساوي 5 أضعاف سرعة الصوت على الأقل، وهو ما يبلغ 6,174 كيلومتر في الساعة تقريبًا، وهي سرعة هائلة تقلل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على التعامل معه، وربما تصل سرعة بعض هذه الفئة من الصواريخ إلى 10 أضعاف سرعة الصوت أو أكثر أيضًا.
ما هو صاروخ كروز فرط صوتي؟
إن صاروخ كروز فرط صوتي أحد نوعي الصواريخ الفرط صوتية التي يتم إنتاجها خلال الوقت الراهن، ويحتوي على محركات مثبتة لا تنفصل عن الصاروخ، ويعمل بالطاقة الصاروخية خارج الغلاف الجوي. لا تتجاوز سرعة هذه الفئة من الصواريخ 10 أضعاف سرعة الصوت عادةً، مما يعني أنها بطيئة مقارنةً بصواريخ الانزلاق المعزز.
يُعرف النوع الثاني من أنواع الصاروخ الفرط صوتي باسم صواريخ الانزلاق المعزز، وهي صواريخ تحلّق بسرعة كبيرة تصل إلى 20 ضعفًا من سرعة الصوت أحيانًا، ويتم إطلاقها من الفضاء الخارجي بعد تثبيتها على صاروخ باليستي ناقل يرفعها إلى حدود الغلاف الجوي في البداية، ثم يتركها تسقط نحو الهدف المقرر لها.
هل تمتلك إيران صواريخ فرط صوتي؟
بالفعل تمتلك الجمهورية الإيرانية صواريخ فرط صوتية، ويُطلق على هذا النوع من صواريخها اسم فتاح، وتتضمن القائمة الآتية عدة من خصائصها ومميزاتها:
- المدى: يمكن للصاروخ الفرط صوتي الذي تنتجه إيران أن يصل إلى أهداف تبعد قرابة 1,400 كيلومتر من منصة الإطلاق، وهي مسافة بعيدة تغطي عدة من الدول المجاورة والبعيدة.
- سرعة صاروخ فتاح: تصل سرعة صاروخ فتاح الفرط الصوتي إلى 13 ضعف سرعة الصوت، وهو ما يساوي 16,052.4 كيلومتر في الساعة تقريبًا.
- توجيه الصاروخ: يتضمن صاروخ فتاح الفرط صوتي الذي تنتجه الجمهورية الإيرانية 4 زعانف يتم الاعتماد عليها لتوجيه الصاروخ أثناء مرحلة التعزيز ومرحلة إعادة الدخول في الغلاف الجوي.
- أبعاد الصاروخ: يبلغ طول رأس صاروخ فتاح الإيراني 4.65 متر، ويبلغ طول الجزء المتبقي منه 10.63 متر، وأما عن قُطره؛ فإنه يبلغ 1.0 متر، وهذا يعني أنه أحد الصواريخ الفرط صوتية الكبيرة.
- وزن الرأس الحربي: يحمل صاروخ فتاح الفرط صوتي رأسًا حربيًا كبيرًا؛ فإن وزن الرأس الحربي يتراوح بين 350-450 كيلوغرام تقريبًا.
- نوع الوقود: تم تزويد الصاروخ الفرط صوتي من نوع فتاح بمحرك كروي يعتمد على الوقود الصلب لتحريكه نحو الهدف المطلوب، وتعطي الفوهة المتحركة لهذا الصاروخ قدرة كبيرة على المناورة أثناء الحركة.
- القدرات ضد الدفاعات الجوية: تم تطوير صواريخ فتاح لتسير نحو أهدافها بسرعة كبيرة مع منحها القدرات على التخفي والمناورة عند التعامل مع الدفاعات الجوية أيضًا، وهو ما يجعله فعالًا في تدمير أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع.
من هي الدول التي تملك صواريخ فرط صوتية أو تقوم بتطويرها؟
يتم تطوير الصاروخ الفرط صوتي من قبل عدة دول حول العالم خلال الوقت الراهن بما فيها الجمهورية الإيرانية التي أطلقت صواريخ فتاح، وتتضمن القائمة الآتية جميع الدول التي لديها صواريخ فرط صوتية بالفعل أو التي تقوم بتطوير هذا النوع من الصواريخ حتى عام 2024 حسب الإحصائيات المتوفرة:
- البرازيل: يحمل الصاروخ الفرط صوتي الذي تقوم البرازيل بتطويره حتى الوقت الراهن اسم 14 إكس، وهو صاروخ يعتمد على محرك نفاث فرطي، ويتم تطويره من قبل مختبر الديناميكا الحرارية الجوية والصوتيات الفائقة.
- روسيا: هناك العديد من الصواريخ الفرط صوتية التي تقوم جمهورية روسيا الاتحادية بتطويرها خلال الوقت الراهن، كما أنها تمتلك عدة صواريخ انتهى تطويرها من هذا النوع، وأبرزها: صواريخ كيه إتش 95، وصواريخ غريملن.
- فرنسا: استطاعت الجمهورية الفرنسية تطوير صاروخ فرط صوتي يحمل اسم في ماكس، وخلال الوقت الراهن تقوم بتطوير صاروخ آخر يحمل اسم في ماكس 2 أيضًا، ولم ينته تطوير الأخير إلى الآن.
- الهند: تمتلك الهند صواريخ فرط صوتية باسم شاوريا، كما أنها تقوم بتطوير 4 أنواع أخرى من الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، ومنها: صواريخ براه موس 2، وصواريخ هيابرسونيك تكنولوجي.
- المملكة المتحدة: لم تنته المملكة المتحدة من تطوير صاروخها الفرط الصوتي حتى الآن، ولم تقم باختيار الاسم المناسب لهذا الصاروخ أيضًا، ولكن التوقعات تشير إلى انتهاء تطويره مع حلول عام 2030.
- اليابان: يحمل مشروع تطوير الصاروخ الفرط صوتي الياباني اسم إتش في جي بي اختصارًا للكلمات الإنجليزية (Hyper Velocity Gliding Projectile)، التي تعني القذيفة الانزلاقية عالية السرعة.
- كوريا الجنوبية: تقوم كوريا الجنوبية بتطوير صاروخ هايكور الذي تم تزويده بمعزز صاروخ يتضمن مرحلتين، ولا يزال هذا الصاروخ قيد التطوير إلى الوقت الراهن؛ إلا أنه من المقرر إطلاقه قريبًا خلال عام 2024.
- كوريا الشمالية: استطاعت كوريا الشمالية تطوير صاروخ فرط صوتي يحمل اسم هواسونغ 8 خلال الأعوام السابقة، وتمت تجربة هذا الصاروخ بشكل فعلي -كما تزعم كوريا الشمالية- عام 2021.
- الولايات المتحدة: تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية صاروخًا واحدًا فرط صوتي خلال الوقت الراهن، وهو صاروخ أوب فايرس، وفي ذات الوقت تقوم بتطوير 5 أنواع أخرى من الصواريخ الفرط صوتية.
- الصين: انتهت جمهورية الصين الشعبية من تطوير 6 أنواع من الصاروخ الفرط صوتي، ومنها: صواريخ دي إف - زد إف، وصواريخ دي إف - 27، بالإضافة إلى صواريخ واي جيه - 21 أيضًا.
أمثلة على الصاروخ الفرط صوتي
إلى جانب صاروخ فتاح الذي تم تطويره من قبل الجمهورية الإيرانية هناك كثير من الأمثلة الأخرى على الصواريخ الفرط صوتية التي تنتجها الدول الأخرى حول العالم، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من هذه الصواريخ:
- صاروخ كينجال: تم تطوير صاروخ كينجال من قبل جمهورية روسيا الاتحادية، وهو صاروخ كشفت عنه روسيا عام 2018، واستخدمته أول مرة خلال حربها مع أوكرانيا، ويصل المدى الأقصى لهذا الصاروخ إلى 2,000 كيلومتر.
- صاروخ دونغ فينغ-27: في عام 2021 ذكرت وزارة دفاع جمهورية الصين الشعبية صاروخ دونغ فينغ-27 الفرط صوتي أول مرة، وهو صاروخ له القدرة على حمل 3 رؤوس نووية حربية يمكن فصلها لضرب أهداف متعددة.
- صاروخ أفانغارد: يمكن صاروخ أفانغارد الفرط صوتي حمل الرؤوس النووية، وتتجاوز سرعة هذا الصاروخ 27 ضعف سرعة الصوت، مما يعني أنه ذو سرعة فائقة جدًا، وتم وصفه بأنه لا يقهر من قبل رئيس روسيا عند الإعلان عنه.
أبرز ميزات صاروخ الفرط صوتي
لا شك بأن ميزات صاروخ الفرط صوتي عديدة مقارنة بالصواريخ العادية الأخرى، ومن أبرز هذه المميزات: السرعة الفائقة التي تتجاوز سرعة الصوت بعدة أضعاف، وصعوبة التعامل معها من قبل أسلحة الدفاع الجوي، ومنح الدولة التي تمتلكها قدرة على ردع الخصوم من الاعتداءات؛ نظرًا لإمكانية وصول الصاروخ الفرط صوتي إلى هدفه خلال وقت قصير جدًا.
التحديات التي تواجه إنتاج الصاروخ الفرط صوتي
حسب موقع لوكهيد مارتن -التي تقوم بتطوير العديد من الصناعات العسكرية- توجد عدة تحديات تواجه إنتاج الصاروخ الفرط صوتي، وعلى رأسها: التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة بسبب الاحتكاك ومقاومة الهواء، والقدرة على المناورة للتعامل مع الدفاعات، ودقة الوصول إلى الأهداف، وضمان البقاء على اتصال مع الصاروخ أثناء الطيران.
اقرأ/ي أيضًا:
